كيف يشكو من الظما من له هذه العيون
كانت ولا تزال وستظل باذن الله تعالى رغبة الجماعة الشعبية في الواحات المصرية في التعمير والإبداع والتنمية والبناء باقية مستمرة نابضة بالحياة متدثرة بشديد المقاومة وعميق الإنتماء وصدق الوعي ولما كانت المعرفة ومن ثم الثقافة بمفومها الواسع هي الطريق الصحيح المعبد إلي النهضة والرقي والازدهار والتقدم فقد ساق الوعي الشعبي المصري الفارق المتجاوز ما يجعلنا في حل من أوهام الصفوة واخفاقات النخبة في مواجهة الثقافة المصرية الشعبية التي أنتجت اروع صور الإبداع في غير مجال من مجالات الحياة.اننا هنا في واحات الخير والعطاء والتجرد والعمران قد تعلمنا أن العزلة بالموقع قد صححها الاحتكاك المباشر بالحياة ذاتها فلم يكن هناك ياس أو انتظار لحلول أو رؤي من خارج الواحات في غير مجال من خلال هذا الزخم الثقافي الشعبي الذي وثقه التراث الشعبي في هذه المنطقة الهامة من لحم مصر الحرة فهناك من حفر الابار والعيون بالطرق التقليدية وهناك من علم الأهالي بل وبني المدارس الشعبية التي علمت الأهالي مدرسة الشيخ بحر نموذجا في الخارجة وما فعله محمد الباشا هندي في قرية البشندي بواحة الداخلة وقد سميت القرية بإسمه عرفانا بدوره الرائد في مجال نشر العلم والمعرفة والثقافة.كذا هذا التراث الخالد من الأوراق العرفية التي كتبت ما ابتكره الأهالي من طرق إثبات الحقوق والمعاملات.المصادقة نموذجا.وقد مهر ذلك بختم قضاة الواحات المصرية في ذلك الوقت من الزمان وغير ذلك الكثير والكثير من فنون العمران البشري الذي ادي الي هذه التنمية الشاملة التي ابهرت الرحالة والكتاب على مر العصور والمقام لا يتسع لذكر تاريخ بلاد عاش فيها الإنسان المصري الأول من عصور ما قبل التاريخ ألفرعوني الزاخر بالخيرات والنجاحات الإنسانية المصرية.اردت فقط أن أقول وسيما في مجال الثقافة أنه لا ينبغي للمبدع أن يعيش في انتظار ما لا يجيئ وأن أعيننا إن لم تكن على عقول الناس في بلادنا الطيبة راغبين في تثقيفها وتعريفها وتدرببها وتنمية مواهبها وغرس روح الجمال والمحبة والتسامح والسلام والانتماء العميق وقبل ذلك كله طبعا التعلم من خبراتهم ومعارفهم وثقافتهم الشعبية فإننا لن نكون قد وفقنا لأداء رسالة المبدع في الحياة
والسلام ختام والحديث له بقيه
مصطفى معاذ
الوادي الجديد عاصمة الثقافة المصرية
قد يهمك أيضا