بلوغ المرام في معرفة الشكل الاجتماعي للواحةبالدقةوالتمام
(البدنة) وما يتعلق بها من حيث التكوين والشكل والنظام
رؤية متواضعة صافية نقية في اصول المسألة الوحاتية وما يتعلق بها من روافد معرفية أثرت في تكوين الهوية الأصلية في واحات الوادي الجديد عاصمة الثقافة المصرية الأصيلة
رحم الله تعالى استاذ الجيل احمد لطفي السيد حيث قال (إن رقي مصر لا يجيئها من الخارج بل هو نتيجة عمل أبنائها وإن الاتكال على غير المصريين في حل المسألة المصرية لمصلحة مصر ضرب من العبث)ولما كان (العرف)هو مجموعة من المعايير أو المفاهيم الغير مكتوبة إلا أنها تمثل عند الجماعة الشعبية دستورا شعبيا أو لنقل أن العرف عند الأهالي هو القانون غير المكتوب فقد كان الشكل الاجتماعي للواحة هو نظام البدنة أو العائلة وهي كل متعاون متماسك يتكاتف أعضائه ويتساندون في شتي نواحي الحياة وتعمد البدنة في توحدها على صلة الرحم والدم ولذلك تجد أفرادها جميعا عصبة واحدة على حد قول الدكتورة أمينة الصاوي والتي قالت أن لكل بدنة تقاليدها وعرفها الذي يحكمها ولها أيضا موارد رزقها من عيون وآبار ونخيل ومعظم البدنات تعيش في الشوارع المسقوفة ولا يدخل تلك الشوارع سوي أفراد البدنة التي تسكنها وللبدنة كنظام اجتماعي رئيس هو أكبر أفرادها سنا ومركزا وهو المسؤل عن كل أفراد البدنة وعن صلة البدنة بغيرها من البدنات،كما أن أعضاء البدنة يلجئون إليه في كل صغيرة وكبيرة من أمرهم والنظام الداخلي للبدنة أن يكون لكل بدنة في الواحات مجلس عرفي مكون من عشرة أشخاص من الشيوخ الذين لهم تجربة ومعرفة تامة ويمتازون بالاخلاق الفاضلة والحزم والاتزان وهذا المجلس يفصل في الخلافات بين أفراد البدنة الواحدة ويشرك بعض أعضاءه في المجلس العرفي العام الذي يفصل في المنازعات التي تحدث بين البدنات ومما تجدر ملاحظة دلالة كلمة البدنة وما فيها من الاتحاد والترابط الوثيق وكان الجميع في البدنة الواحدة عبارة عن جسد واحد وقد عاشت الواحات المصرية في ظل هذا الشكل الاجتماعي أسعد أيامها تحت سقف الواحة الواحد ولعل هذا الترابط الأسري الكبير الذي حققه نظام البدنة وما يتعلق به من صلة الأرحام والمحبة البادية والتعاون المثمر البناء هو الذي حقق كل هذا العطاء والعمار والخير الذي كانت عليه الواحة وما يتبع ذلك من منظومة القيم المصرية الأصيلة من احترام الكبير وتعاون الجميع في كل كبيرة وصغيرة.اين كل هذا الجمال الصادق الذي تحلو به الحياة وتعمر به البلاد ويسعد به العباد.ان البدنة كنظام اجتماعي يعد من أهم الروافد المعرفية التي أثرت في تكوين الهوية المصرية في الواحات الأصيلة العريقة الصافية النقية
مصطفى معاذ
الوادي الجديد عاصمة الثقافة المصري