مسرحية صوم الحكمة تأليف: يسرا عيد حسين (رفات عمر)

==============

مسرحية صوم الحكمة

تأليف: يسرا عيد حسين (رفات عمر)

==============

[تقبل الابنة على الأم وهي تعد الطعام]

زهراء: ماذا تفعلين يا أماه؟

الأم: إنني أعد السحور؛ لأن غداً أول يوم في رمضان شهر الصيام.

زهراء: وما هو الصيام؟

الأم: هو الإمساك عن الطعام والشراب وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.

زهراء: يعني لا إفطار ولا غداء!
الأم: أجل يا ابنتي ، ولكن هناك إفطار بعد المغرب ، وسحور قبل الفجر.

زهراء: أريد أن أصوم يا أمي.
الأم : إنك صغيرة يا بنيتي ولا تستطيعين مواصلة اليوم دون طعام.

زهراء: أريد أن أصوم.

الأم: عليك بالتجربة غداً، ولكن عديني بأن تفطري حال شعورك بالتعب.

زهراء: أعدك يا أمي.

…………………………………………………….

[زهراء تلعب وأمها تقبل وبحوزتها صينية الإفطار] الأم: صباح الخير يا صغيرتي.

زهراء: صباح الخير أمي الحبيبة.

الأم: كفى بك لعباً، لقد أحضرت لك طعاماً شهياً، وستحبينه كثيراً.

زهراء: شكراً لك يا أمي، لكني صائمة، أنسيتي حديثنا بالأمس؟

 الأم: إنك لازلت صغيرة يا ابنتي على تحمل مشاق الصوم.

زهراء: كلا يا أمي، فأنا لا أشعر بأية مشقة.

الأم: يا لك من طفلة عنيدة، عديني بأنك إن شعرت بالدوار والجوع تخبريني لكي أحضر لك الطعام.

زهراء: أعدك يا حبيبتي. (زهراء تقبل أمها).

…………………………………………….

الأم: يا زهراء لقد أُذن لصلاة الظهر، ألم يكفك الصيام إلى الآن؟

زهراء: نعم، لم يكفني، إني أريد مواصلة اليوم مثلكم، كم ممتعة تلك العبادة!

الأم :(لنفسها): كم عنيدة تلك الطفلة!

الأم (لزهراء): لقد أحضرت لك وجبة تحبينها كثيراً

زهراء: لا يا أمي إني صائمة، وسأواصل صيام اليوم.

الأم: (لنفسها): ماذا أفعل يا ترى؟                  

(تفكر)

الأم (لنفسها): لدي فكرة! 

الأم (لزهراء): زهراء.. حبيبتي، ما رأيك في صوم الحكمة؟

زهراء: وما هو صوم الحكمة؟

الأم: هو أن تصومي، وكلما شعرت بالجوع أكلت لقمة.

زهراء: وهل أنتِ تصومين مثل ذلك الصيام؟
الأم: إن هذا الصيام خاص بصغار السن بنيتي؛ كي لا يصيبهم مكروه نتيجة الجوع، أما الكبار فيستطيعون التحمل دون عناء.
زهراء: حقاً يا أمي ، ما أجمل هذا الصوم! سأصوم صوم الحكمة.

……………………………………………..

[الأم تنادي] الأم : يا زهراء هيا يا ابنتي الإفطار ، ألست جائعة؟

زهراء: بلى جائعة يا أماه، لكني صائمة.

الأم: وهل نسيت صوم الحكمة يا ابنتي، خذي تلك اللقمة.

(تأكل زهراء).

…………………………………………………..

[تطرق الجدة الباب]

الجدة: يا زهراء يا أسماء أين أنتما؟

زهراء: إننا هنا يا جدة.

الأم: مرحبا أمي، كيف حالك؟

الجدة: أحمد الله الذي بلغني رمضان وأنا في أحسن حال.

زهراء: أنت تحبين رمضان والجوع يا جدة؟

الجدة: رمضان ليس جوعا وعطشاً، إنه شهر الصيام والطاعات، والتقرب إلى الله تعالى.

الأم: أعانك الله على طاعته يا أمي.

الجدة: بارك الله فيك يا بنتي، وفي ابنتك وجعلها من عباده الصالحين.

الأم: سأذهب إلى المطبخ؛ لأعد الإفطار.

…………………………………………..

[تذهب الأم إلى المطبخ بينما الصغيرة تأكل]

الجدة: ما هذا يا زهراء؟ ألست صائمة؟

زهراء: بلى صائمة يا جدتي، لكنني شعرت بالجوع.

الجدة: إذن ماذا تفعلين؟

زهراء : أأكل لقمة.
الجدة : كيف تصفين نفسك بالصائمة ، وتأكلين أمام عيني؟

زهراء: إني صائمة صوم الحكمة، كلما أجوع أأكل لقمة.

الجدة: يا أسماء، أقبلي إليّ حالاً.

الأم : نعم أمي.
[الجدة تتحدث إلى الأم بعيداً عن الطفلة]

الجدة: ما هذا الذي تعلمينه لابنتك في مثل هذه السن؟

الأم: ما الأمر؟

الجدة: صـــــــــــــــــــــــــوم الحكمة، في أي مذهب هذا؟

الأم: أعلم أني أخطأت حين تحايلت عليها، لكنها ابنتي الوحيدة، أ و ما ترين يا أمي أنها ضعيفة البنيان، و إني أخاف عليها إن صامت أن يصيبها مكروه.

الجدة: ومن أخبرك بأن الصوم يصيب الناس بالإعياء؟

أليس حديث خير البشر ” صوموا تصحوا” كافٍ لطمأنتك، إن في الصوم أعجب آيات الشفاء والتداوي من الأمراض، وقد أثبت الطب الحديث احتياج المعدة لفترة راحة سنوية مقدارها أيام معدودة؛ كي تقوم بوظائفها على أكمل وجه.

الأم: لكنها صغيرة على الصوم يا أمي.

الجدة: من شب على شيء شاب عليه، وإن كبرت على تلك المفاهيم فلن تفلح بعد ذلك أبداً، نشئي ابنتك على الصدق وحب الطاعات، وعلميها واجباتها نحو ربها، فمتى أدركت الصواب لاحقته، ومتى اعتادت على الخطأ لازمها.

تلك نصيحتي لك يا بنيتي، ولكِ حق الاختيار.

الأم: إنك محقة يا أمي، وأعترف لكِ بخطئي، بل وأعتذر عنه.

(الأم والجدة بصوت واحد): يا زهراء يا زهراء.

زهراء: نعم يا أماه، نعم يا جدتي.

الأم: هيا يا ابنتي لكي تأخذي قسطاً من الراحة؛ حتى تستيقظي للسحور.

الجدة: ألست راغبة في الصوم غداً يا صغيرتي.

زهراء: بلى يا جدة، لكني لا أرغب في الاستيقاظ للسحور؛ لأني أصوم صوم الحكمة.

الجدة: لا يوجد يا صغيرتي صوم يسمى صوم الحكمة، إنها أمك تمزح معك.

زهراء: ما هذا يا أمي؟؟!!

الأم: الحق ما قالته جدتك يا زهراء، الصوم الصحيح هو الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر وحتى غروب الشمس.

زهراء: إذن، سأصوم صوم الحكمة.

(الأم والجدة بدهشة وقلق): ماذا؟؟

زهراء: سأصوم صوم حكمة الله في خلقه من الفجر إلى المغرب.

(الأم والجدة تحتضنان زهراء بفرحة وسرور): بارك الله فيكِ يا زهراء وأعانكِ على طاعته.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ستار

اترك تعليقاً