مصطفي نصر
مصطفي نصر

ما تهجرنيش وخلينى لحبك أعيش.. بقلم: مصطفي نصر

كتب عبد الوهاب محمد أغنيته ” ما تهجرنيش.. وخليني لحبك أعيش ” فأعجب بها الملحن الشاب في ذلك الوقت – حلمي بكر- ولحنها فأحس بأنه سيحقق حلما وأملابها، وفكر في الصوت المناسب لغناء هذه الأغنية، فلم يجد سوى ليلى مراد.فذهب إلى محمد حسن الشجاعي – المسئول عن الموسقى والغناء في الإذاعة المصرية وقتها- وعرض عليه اللحن، فأثني عليه، وتوقع له النجاح والإنتشار، فقال حلمي بكر: هذا اللحن خلق لكي تغنيه ليلى مراد. فقال الشجاعي:

ياريت، ليلى مراد بطلت غناء منذ سنوات طويلة.تنهد حلمي بكر في أسى قائلا: موضوع الأغنية وكأن عبد الوهاب محمد كتبه خصيصا عن أزمة ليلى مراد مع أنور وجدي، وقد لحنت الكلمات وأنا شايف أنور وجدي وليلى مراد يتحركان أمامي. فرق الشجاعي له قائلا: إيدي على كتفك، لو نجحت في أن تغنيها ليلى مراد حادفع لك 50 جنيه – نفس الأجر إللي بياخده عبد الوهاب والسنباطي من الإذاعة.

أتصل حلمي بكر بكمال الطويل وطلب منه أن يتحدث مع ليلى مراد ويطلب منها أن تقابله لتسمع لحنه الجديد، فرحبت ليلى مراد. وحضرت تسجيل الأغنية. فعزف حلمي بكر موسيقى الأغنية وطلب منها أن ترددها معه، فكان يعيد ويزيد وهي ترددها معه مرات عديدة، حتى حفظتها.تظاهر حلمي بكر بالإرتباك والخجل أمامها، فربتت ظهره مشجعة وقائلة: أطمئن، اللحن جميل، وسيحقق نجاحا كبيرا.

وسترى.أستغل حلمي بكر طيبة ليلى مراد وحسن أخلاقها، وقال لها: أنا مرتبك يا أستاذة، وخايف ولو رحت الأستوديو وحدي حارتبك أكتر ومش حاقدر أكمل. فقالت: ليه كل ده، قلت لك اللحن جميل وحاينجح. فقال: يا ريتك تيجي معايا الأستوديو وتشجعيني. فمطت شفتيها مندهشة:

أنا شايفة أن الموضوع ما يستاهلش كل ده، إنما ما فيش مانع أروح معاك. وفي الأستوديو إدعي حلمي بكر نسيان الكلمات واللحن، فراحت تشجعه وتغنيها له لتذكره بما ينساه منها ولتزيل توتره وإرتباكه، حتى غنت الأغنية كاملة مع اللحن، ولم تكتشف أن الأغنية تم تسجيلها بصوتها وفوجئت بها تذاع في الراديو عشرات المرات يومياً، فقد نجحت الأغنية والمستمعون يطلبون سماعها.

هرب حلمي بكر من مقابلة ليلى مراد، خاف أن تقابله في ثورة وتلومه على خداعه لها. لكنه عندما ذهب للإذاعة لصرف الخمسين جنيها – التي وعده الشجاعي بها – وجد الشجاعي يضحك قائلا له: جاءتني ليلى مراد فرحة لنجاح الأغنية وقالت لي لم أكن أتصور أن هذا الولد الصغير يستطيع أن يخدعني بهذا الشكل، ويعيدني للجمهور ثانية. ثم ربت الشجاعي ظهره قائلا: لقد بكت من شدة فرحها بالأغنية واللحن.