يوم الجمعة الماضي، تحركت قوة أمنية لمداهمة بؤرة يستخدمها الإرهابيون لتدريب عناصرهم في منطقة الكهوف بالواحات، برفقة دليل بدوي، وما إن وصلت للمكان حتى هاجموها بالأسلحة الثقيلة ما أدى لاستشهاد 16 ضابطا ومجندا إضافة إلى الدليل “صلاح الشولحي”، الذي أكد ابن خالته “ربيع علي” أن دوره لم يقف عند إيصال القوات لكنه هو من رصد وأبلغ عن المعسكر.
بحسب “علي”، تعود قصة كشف معسكر الإرهابيين إلى صباح يوم وقفة عيد الأضحى الماضي، عندما سرق مجهولون سيارة تابعة لإحدى شركات البترول بمنطقة الواحات البحرية بالإكراه، وسارعوا بالهرب بها في عمق المنطقة الصحراوية.
لم يكن أمام الشركة حلا سوى الاستعانة بـ”صلاح الشولحى” الذي يعمل مشرف أمن بها ويعلم كل صغيرة وكبيرة في صحراء الواحات، لم يتردد الرجل في تقديم المساعدة، وتحرك مع أحد أفراد الأمن الإداري لعمق المنطقة الصحراوية، وما إن وصلا منطقة” الكهوف” حتى بادرهما الإرهابيون بإطلاق الرصاص، ما اضطرهما لمغادرة المنطقة، ويؤكد ربيع علي أن ابن خاله أبلغ بعدها الأمن بوجود عناصر إرهابية بينهم أجانب في تلك المنطقة.
وتابع “علي”: قبل أسبوعين فقط من هجوم الكيلو 135، استدعى الأمن “صلاح” واصطحبوه لمنطقة الكهوف للتأكد من وجود إرهابيين فيها، مؤكدا أن الأمر تكرر مرتين قبل ذلك.
مساء الخميس الماضي، وقبل الواقعة بساعات تلقى صلاح اتصالا هاتفيا من قيادة أمنية طالبه بالحضور، يقول “علي”: استقل السيارة مع ابن عمه، وبمجرد وصولهما إلى بوابة رسوم القاهرة ترجل صلاح من السيارة متجها نحو سيارة أخرى كانت في انتظاره، وبعدها أغلق هاتفه المحمول، ولم يتمكن أي من أفراد أسرته الاتصال به.
وعن كيفية علمهم بخبر وفاته، يقول “علي”: مساء الجمعة علمنا من الأخبار أن مواجهات جرت بين الشرطة وإرهابيين في المنطقة، حاولنا التواصل معه إلا أن هاتفه مغلق، وبالبحث عنه ضمن المتوفين وجدنا اسمه في مستشفى الشرطة بالعجوزة مع 6 شهداء. “إكرام الميت دفنه”.. قالها “علي”، مضيفا: لم ننتظر الجنازة العسكرية وطالبنا المسؤولين بالإسراع في إنهاء إجراءات الدفن، واستلمنا جثته “في صندوق ملفوف بعلم مصر”.
واستنكر كافة الشائعات التي ترددت حول تورط نجل خالته في خيانة أجهزة الأمن قائلا: “أكبر دليل أنه مش خاين أنهم لفوه في علم مصر”.
كانت وزارة الداخلية، قالت في بيانها عن الحادث إن أجهزة الأمن الوطني رصدت اتخاذ مجموعة من العناصر الإرهابية من إحدى المناطق بالعمق الصحراوي بالكيلو 135 بطريق أكتوبر -الواحات، مكانًا للاختباء والتدريب والتجهيز للقيام بعمليات إرهابية، وأنها أعدت مأموريتين من محافظتي الجيزة والفيوم لمداهمة المنطقة، إلا أنه حال اقتراب المأمورية الأولى استهدفها الإرهابيون بالأسلحة الثقيلة من كافة الاتجاهات، فبادلتهم القوات إطلاق النيران لعدة ساعات. ( الموجز )