يا بنتَ مَن كل المفاخر شادا
وله الزمان بما يقيم أشادا
ومَن ارتقى للنور يحمل موطنا
ليفوق في إنجازه الأوتادا
في وجهك الوطن العظيم مطالعٌ
وجه الزمان ليشرح الأمجادا
هذا جبينك للسماء مرفرفٌ
وأرى عيونك إذ تفيض ودادا
أرأيتِ مصرَ على شفا موت وقد
صرختْ وصارع شعبها الأوغادا
بوم السحاب على مدى بصري أتى
وغرابُ إرهاب النفوس تمادى
غول يحوِّل مصر نحو خلافةٍ
في كفها الدم كل فجر زادا
يبغون هدم المجد فوق وجوههم
آلاف أقنعةٍ تشي الأحقادا
كنا نخاف إذا رأينا ظلنا
من فوق جدران البيوت تهادى
كانت قلوب الشعب تغلي كلما
قد قام يخطب في الحشود ونادى
فإذا ببركان النضال كرامةً
قد ثار يشعل في النفوس رمادا
ويقول : دنَّستم ثياب كنانتي
وملأتمُ عين الجمال سوادا
لا مصر كانت للعدو أسيرةً
أو في يد الغازي تكون مزادا
قمنا (بيونيو )حين جرُّوا مصرنا
مثل السبايا تكره الإرشادا
قد هب جيشي حين لبَّى صرحةً
إذ قام يرفع للسماء عمادا
كانتْ خرابا مثل جارات لها
فأتى يعيد إلى الخلود بلادا
إبراهيم حسان