قصة قصيرة للكاتب احمد البدري ” عين عميقة ”
في تلك اللحظة التي سحب هاتفه وألقى التحية على صديقه مبتسما، تحرك خطوات بعيدا عن الجميع، صديقه على الطرف الآخر يخبره عما يجب فعله في هذا الوقت ، وخاصة أمامه تحديات كثيرة،ولابد أن نكون على قدر المسؤلية، أنهى المحادثة .. تقدم خطوات تبوأ مكانه الأول،لم يظن أبدا أن تسرق شنطته، كيف؟ وكل المتواجدين المفترض أنهم يملكون قدرا من الأمانة ..أو الوجاهة الإجتماعية حتى لو كاذبة.
دار على كل من حوله يسألهم ربما يجد من يشفي ما بداخله من حيرة، الكل أنكره فمنهم من رد باستنكار والبعض أصابته غصة.
كانت هي الوحيدة الصامتة تنظر وترصد بلا حركة لم تصدر حتي زفيرا، ظلت على حالتها تنظر للجميع وقد تملكها شغف لما يحدث، منت نفسها أن يتطور الأمر ويلجأون إليها؛ سيجدون بين طياتها الحقيقة عارية دون أن ترتدي مايلبسونها لبشر، أخذتها نوبة شك، لربما ينتهي الأمر دون الحاجة إلى خدماتها، وربما لا يعلمون بوجودها وأنها نشاركهم الحدث وهي أكثر شوقا ؛ كي تحفظ الحدث كاملا، تظل تقهقه وهل السارق لا يعلم بوجودها، أجهشت في بكاء صامت إلى هذا الحد هي ضئيلة! لماذا تجاهلها هذا السارق البغيض؟ لم تستمر كثيرا في تفكيرها وتأهبت لتسجيل وحفظ ما سيحدث.
تقدم نحوه متوددا: أعطني هذه الحقيبة التي خلف ظهرك ..إنها حقيبتي ..
رد السارق وهو يرفع نظارته الطبية ودارت حدقاته دورة كاملة وازدادت اتساعا ، ثم أأقسم وحلف يمبن طلاق إنها ملكه هو،ثم أردف قائلا الأستاذ(…) أخذها..
ماهذا المأزق؟ فلان هذا لم تكن علاقتي به على ما يرام في الفترة الأخيرة، و كيف أتجرأ أن اتهمه أنه السارق؟ وهل يقبل صياغة السؤال؟ ٠ظل يحدث نفسه قائلا: سأساله بطريقة لا تحسسه بالحرج،
تقدم نحوه هل هذه حقيبتي؟
رد مبتسما: لا والله ملكي أحضرتها معي.
هذا الموظف المسئول عن الأمن كان يرصد ويتابع الحدث من أوله.
أخذه ودخلا إلى بهو الفندق .نظر إلى الشاشات تفحصها..
نظرت من عليائها منتشية أخير ا استدعوها..قدمت ما لديها توقفت كثيرا أمام السارق عرت كل ملامحه بلاخجل.
قد يهمك أيضا