كتاب دوائر التحريم للدكتور: حسن حماد. ـ أستاذ ورئيس قسم الفلسفة جامعة الزقازيق، كما يشغل أستاذ كرسي الفلسفة لليونسكو فرع جامعة الزقازيق. ـ قدم دراسات عديدة في مجال الفلسفة المعاصرة منها: ـ النظرة النقدية عند هربرت ماركيوز 1993. ـ الاغتراب عند إريك فروم 1995. ـ الإنسان وحيدًا ( دراسة في الاغتراب الوجودي) 1995. ـ الخيال اليوتوبي 1999. ـ آفاق الأمل 1999. ـ بحثا عن المعنى والسعادة واليوتوبيا2003. *أما في مجال علم الجمال وفلسفة الفن فقد قدم العديد من الإسهامات البارزة من أهمها: ـ الخلاص بالفن ـ التراجيديا نموذجًا 2001. ـ النقد الفني وعلم الجمال 2002. *في مجال النقد الأدبي: محنة الحب ورحلة البحث عن الخلاص ـ قراءة وجودية في أدب نجيب محفوظ 2013. *حصل على جائزة الدولة التشجيعية 2014. *في مجال دراسته للتراث الإسلامي والحركات الإسلامية كتب: ذهنية التكفيرـ الأصوليات الإسلامية والعنف المقدس 2014. ـ يري الكاتب أن دوائر التحريم في حياتنا كثيرة ومتنوعة ومتداخلة، قد تتداخل وقد تتقاطع بصورة دائمة وربما قد تتطابق أحيانًا. ـ كما يعرض لدوائر القهر والقمع التي تعيق سبل التقدم والإبداع، وبصفة خاصة سيطرة الثقافة الذكورية في المجتمعات العربية، كذلك قهر المرآة وظلمها. ـ عندما عرض دوائر التحريم في الفكر الإنساني؛ ذكر أمثلة عديدة من الحضارات والثقافات القديمة والحديثة والمعاصرة. ـ ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام: 1ـ القسم الأول: السلطة السياسية: وينقسم إلى فصلين: أ ـ الفصل الأول: علاقة اللغة بالسلطة، وكشف العلاقة بين ثقافة المهمشين والثقافة الأصولية، مستندًا ومبرهنًا على أن ثقافة الانحطاط لا تتناقض مع الثقافة الأصولية؛ لأن كليهما ينبع من معين واحد (همجية الإنسان). ـ ثم يوضح أن هناك علاقة بين تقدم السلطة السياسية والاقتصادية ونمو الإبداع، وكذلك بين التدهور الفكري ورجعية السلطة، وكذلك رجعية السلطة وتسلطها وظهور التطرف الديني. ـ كما يوضح أن أخطر أنواع السلطة هي السلطة اللاهوتيةـ السياسية؛ لأنها تعتمد على سلطة الإلهي والمقدس، فتصبح أبوية مطلقة على المؤسسات السياسية والاجتماعية وكذلك الأنفس والضمائر والأبدان. ـ وبذلك تصبح السلطة الدينية أكثر السلطات تأثيرًا، أما عن السلطات الأخرى التي تنافس السلطة الدينية تأتي السلطة السياسية بجانب الاجتماعية، وحين تكون تلك السلطتان في حالة ضعف تكون السيادة للسلطة الدينية، فالعلاقة طردية بينهم. وهنا اختلف مع الكاتب فالسلطة السياسية في عصرنا الحالي هي من تصنع السلطة الدينية أو تلغي وجودها. ب ـ الجزء الثاني من الباب الأول: قتل الأب: ـ يرى الكاتب أن كسر دوائر التحريم لن يتم أولاً إلا بقتل الأب بدلالته الرمزية؛ ليبحث الإنسان عن ذاته ويتحرر من الأوهام الدينية والفكرية والاقتصادية والسياسية. *القسم الثاني” الجسد: يرى أن الجسد هو المجال الرئيسي التي تعمل عليه السلطة، لذلك وجب اقتحام دائرة الجسد المستبعدة من لغة الخطاب اليومي والرسمي، ويعرض الكاتب القضية بدءًا من الحضارة اليونانية حيث لم تتمتع المرأة بالحرية؛ فقد كانت دائمًا ملكية خاصة للرجل يضعها بجانب ممتلكاته. ـ ثم أفلاطون واعتباره الجسد مقبرة الروح، كما كان عدوًا للمرآة يريد محو أنوثتها، وتحويلها إلى الذكورة (مهوسًا بنزعة ذكورية أبوية دينية). ـ وقد كان أرسطو كذلك (فالمرأة جسد بلا عقل طالما أن ملكة التفكير معطلة لديها). ـ قدم مثلاً أخر بنصوص العهد القديم حيث تظهر المرأة ذليلة مهانه. ـ وفى المسيحية ربط الكُتَّاب المسيحيون بين خلق حواء والخطيئة، وحصروا المرأة بين ازدواجية الحياة والموت، فهي سر السعادة وأصل الشقاء، كما أنها رمز الحب ومصدر الغواية. ـ أما الإسلام فقد أعطاها حقوقها كاملة ونصفها، وجعل لها سورةً باسمها (سورة النساء)، وأحسن إليها وجعل الجنة تحت قدميها. ـ ولكن في النهاية أساء البعض للنساء؛ حين جعل الرجل عقلًا والمرأة جسدًا ( سقراط ـ أرسطو ـ نيتشيه ـ داروين ـ فرويد ـ المعري ـ العقاد …). القسم الثالث: دائرة المقدس: ويعرض لها من خلال نموذجين: ( أسطورة الإنسان المؤلمة عند نيتشيه) و(جدلية المقدس والإنسان في فكر إريك فروم). ـ وقد انتهى من سرد تلك الأمثلة إلي أن الأديان كلها جاءت بالسلام، وترفض استخدام العنف في مواجهة المخالفين في الرأي والعقيدة. ـ ولكن تحولت التيارات الأصولية المتشددة إلى العنف والكراهية والتطرف، واستخدمته في السياسة للوصول للحكم. ـ وبذلك يصل إلى أن المقدس يمثل عنصرًا من عناصر بنية الوعي الإنساني. ثم يدعو في هذا الجزء إلي الحرية والعدالة والحب، وقد جعل القضية الأساسية هي الروح الإنسانية، فهنا دعوة للتحرر من كل القيود. *تتمثل قيمة هذه الدراسة فيما قدمته من نظرة شاملة لدوائر التحريم، من خلال رؤية فلسفية واضحة، جمعت بين الجانب النظري ونقد الواقع التاريخي والاجتماعي، والطرح الفلسفي. *وبذلك تكون قد كشفت عن المحظور والمتخفي في قناع الفكر والثقافة والتاريخ.