كنسمة هواء باردة في شهر أغسطس .. عندما تهل علينا وتفلح وجوهنا بنسيمها العليل لتنعش أرواحنا المنهكة من حر أغسطس الضامم بقوة على الهواء .. والمسيطر على الموقف ، هكذا هذا الإنسان المبدع والقاص والمسرحي وكاتب الأطفال ابن مدينة المنيا ( محمد عبد المنعم زهران )، يستقبلك بروح دافئة وهدوء عجيب على قسمات وجهه بابتسامة لا تفارقه كأنها جزء من تكوينه حتى لا تكاد تشعر بوجوده لهدوئه وسكونه رغم حضوره الباذخ ، هذا التناقض العجيب هو الذي يعطي شخصية ” زهران ” هذا التفرد .. صعب أن تلتقيه ولو لقاء عابر ولا يترك في داخلك أثرا وحضورا بديمومة لا تجدها إلا في قلة .
ربما روحه الطيبة وإنسانيته المفرطة التي لا تنفصل عن كتاباته التي تمجد الإنسانية و منها تغرف وتواصل رحلة العطاء الجميل في دنيا الأدب .
محمد عبد المنعم زهران .. هذا النبيل قدم – ومازال – للإنسانية أدبا راقيا مثله ، يدخل عقولنا كنسمة باردة ترطب صهد الوجع الإنساني .. كحضوره الوهج فينا .
محمد عبد النعم زهران الجالس يبننا في صمت ، لا يتكلم كثيرا ، يفيض بعطائه الزاخم بابتسامته التي تفرش المكان محبة وجمالا كروحه التواقة للفن الجميل والأدب الإنساني الرفيع ، لا يمكن أن تقابله في مكان ما ولو لقاءً عابرا أن يترك في روحك بصمته ، وفي كيانك صورته .. فقط لأنه إنسان