على قيد الحياة /قصة بقلم /حنان الصياد/مجلة . مبدعو مصر

على قيد الحياة

قصه بقلم /حنان الصياد

تكورت في مقعدها الهَزاز جوار المِدفَأة، ارتشفت كأسا من قهوة الصباح، أخذت نفسا عميقا رزينا، زَمَّت شفتيها كأنها تناولت لِتَوِّها جرعة مزمنة من الدواء المعتاد، أرادت أن تخرج بغتة من الأجواء الروتينية القَاحِلَة، التي هَيمَنَت بقسوة على حياتها، قررت أن تحتفل بعيد ميلادها؛ فبَرَق في عينيها ذلك الفستان الأسود، المصنوع من القطيفة المرصعة بحبات من الكريستال النقي، تزين هيئة الكتفين والصدر. إنها هديته لها في الليلة التي سبقت زفافهما؛ تذكرت تورد وجهها من الخجل حين طبع قبلة خاطفة على وجنتها كأن أحدا قد صفعها عليه مرارا فضحكت ضحكات مكتومة متتابعة، ذهبت إلى خبيرة التجميل؛ كي تبدو إطلالتها أكثر إشراقا. رجعت إلى المنزل، سمعت صوت ساعتها المعلقة على الحائط تنتفض وتثور، كأنها تُوجه لها اللوم على اقتراب رحيل اليوم؛ فأسرعت تُجِهِّز المائدة للاحتفال، في نفس المكان الذي يحبه، دقات قلبها تعلو وتعلو؛ حتى شَوَّشَت على إيقاع دقات الساعة، أوقدت شموع الميلاد دنت منها لتكمل مراسم الاحتفال …
لكن دونه… كالعادة !

اترك تعليقاً