أنا البحر يا نبعا يخاف ،
ولا أخاف .
أُداعب مركبا طافت على موجي
أُسيّرها بلا مجداف .!
لا أهوى بنات الحور،
أو أبتغي من كرزهن قطاف.!
لكنّني أهوى
وأعشقها التي قالت بِأنّي:
“كامل الأوصاف”.!!
*********
هذا إبتداء مواجعي
فلتنظري في اليم .
فيه الوداد ، و
فيه دفء مشاعري،
كل الذي أهتم.!
يا أمّ موسى أقذفيه ،
لن يصيبْك الغم .!!
*********
سأطوف في كل البلاد
محملا بالحب .
أمحو الذي
قد لوثوا منه صفاء القلب .!
وأبثّ في هذي الدروب حقيقة
تُحي موات الدرب .
الحب أعظم سُنبلات ٍللورى
وليس أعظم ذنب .!!
***********
أنا الطفل الذي كم علموه الصبر .!
وألبسوني خرقة
ضاقت على زندي ،
وشُق الصدر.!
وأثقبوا أذني بكل محبة ،
كي لا أزور القبر.!
وقالوا :
علّه ينجو ،
إذ رُشّ عليه السحر .!!
**********
فطير الحزن نخبزه، فتأكله
وتخبز حبها، ودّا فتطعمنا،
فلا نذوق الهم.!
وتغلق بابنا المكسور
إذ جاء شتاء الدم.!
تدثرنا بأحضان
ننام بحضنها نوما،
ولا نهتم.!
وبعد الشيب، هل تسأل
لماذا الأم؟!
*************
أبي رحال،
كم جاب البلاد،
بطولها والعرض.!
أخذ السماء رفيقة،
في يومه، والأرض.
الشمس في منديلهِ،
وبزنده خشع الشهيق بصدره،
والنبض.!
وإن سألت له استرح
قال ارتجع .!
هذا حدود الفرض.!!
**************
ملايين من الذكری،
تطارد خيل أفكاري.
فبالنسيان أطردها
ألملم ورد أزهاري
فهل في مقلتي شيء، سوی أنت،
أيا قدرا يلازمني،
وأقداري.!!
*****************
سنين العمر كم مرت
وقلبي عالق بالشمس.!
يدور بأفقها يشوی،
فلا ينجو بصوت الهمس.!
وتسكنه الحياة مرارة تدمي بريق الأمس.!
فهل يا دنيتي منجی،
لكي أنجو
بدون الرمس.؟!
***************
ألاحق خطوها دوما،
فتطعنني بأشواقٍ،
تذيب القلب
في صبحي وفي أمسي.!
فأرسمها وترسمني
يفُوق رسمها رسمي.
وحين تمر في دربٍ
تُنادی دائما باسمي.!
***************
وأعشق وردة كانت
كمنديل على خدّك.
تطوف كنجمة سكرى
تداعب منحنى قدك.
وتنثر عطرها
شوقا ،وأشواقا
على صدرك.
لماذا كلما اشتقت ،
لأن أحيا
يجئ الموت في صدك.؟!
********
أجوب الأرض
من شرق إلى غرب،
وأشرب كأس آلامي؛
رحيق المرّ في حلقي.!
وتعصرني الخطى دوما
إذا قد هزّني شوقي.!
غريب
أينما ذهبت خطاي
تحاول غربتي حرقي.!!
******
أنا المجنون
في حبي ، وفي شوقي
وأشواقي.
أجاهد في فضاء الحبّ
إن الحب ترياقي .
وشهد القبلة الأولى
دمائي ،شعري ،أشواقي .
إذا خبأتها بالقلب
ترسم فوق أحداقي.
أبعد الحب قد أغفو ،
وتسقط كل أوراقي.؟!
*****
يجئ الحزن تيارا
مع الريح
ملايين من الذكرى
تداعب جرح مذبوحِ،
شتاء من دمي غطى
بريق الوجد في روحي ؛
فلا شئ يدثرني
اذا ما الريح واتتني
لتكشف ستر مطروحي .!
*******
هذا صراخ القلب ،
حين وضعته
في بؤرة الاحلام .
وزرعت في شطآنهِ
زهرا من الأنغام
ورغم كل مواجعي
بعثرت بعضيي؛
وبعض بعضي
في دجى الأيام .
فسمعت صوتا هاتفا :
فلتبتأس
ما تبتغي ،
درب من الأوهام .!!
****
بماء القلب ،
كم شربت مناديلي
وطافت ، تشعل الأمال
في درب القناديل.
وترسم صورة للحب
في بستان تكويني .
وأن شرقت ،
أو غربت في تيهٍ
تناديني .
واذ حط غراب البين
في أنغام ترتيلي .
يثور الحب ثورته
كفيض الماء في نيلي .
فيروي القلب
إذ ظمأت
لماء الحب أوردتي /
شراييني .!
*****
الموت
ينده في البلاد ،
وكل أركان البلد .!
يتفحص الوجه المريض
ووجه من عرك الحياة ،
وما رقد .!
لا فرق بين الشيخ
تأكله الحياة
وبين بذر
قد وُلد .!
الكل يفنى
وتبلى أكفان
ويبقى القبر ثوبا
ساترا
عُري الجسد .
******
أنا المعجون بالاحزان
فوق مراجل الذكرى ؛
تشاطرني سنين الجمر
دمعاتي ؛
أُخبأ دمعتي أبكي
بلا صوت ؛
كأني في الهوى بكرا .!
بلا خفين قد أمشي
على شوك
على جمر ٍ
تداعب خطوتي الآلام
إذ مزجت بماء القلب
صار طعمها مرا .!
وإذ هبت رياح الموت ،
تعصفني
فكوني الطوق ، والسترا .!!
*****
- الشاعر عضو مؤسس بجمعية مبدعى مصر