حديثنا اليوم عن المرأة او الست كما اسماها الفرعون القديم اي المتوجه علي عرش مصر ،ست الأقداس كما كان يُطلق عليها.فالمرأه هي شريك أساسي في الوجود والإنسانية وقد قدرها الفرعون القديم او الإنسان المصري بعصر الفراعنة العظماء. فكان العصر الفرعوني سجلاً حافلاً بكفاح المرأه ودورها الرائد والمتفاني واظهرت الآثار المصرية القديمة عمق وقوة تأثير النساء في تحريك الأحداث او تطورها او حتي تغيرها.ولم يقتصر دور المرأة فقط علي أداء المهام المسندة إليها بل تعدي ذلك إلي الإبداع والإثراء والإجادة التامة .ومن الجدير بالذكر ان من القاب المرأه المستخدمة ايضا عند اجدادنا الفراعنه الربة او الإلاهه ولم يكن يُقصد بذلك العبودية ولكن كان يُقصد بها الإشارة إلي الدور الفعّال وكذا التنويري والتعليمي للمرأة وكذلك للبركة التي كانت تُحلها علي اسرتها والأرض كلها فلو لاحظنا فنحن نستخدم نفس المسمي حتي الآن ونقول ربة المنزل او ربة الصون والعفاف وكما قال الفيلسوف الحكيم المصري الشهير( بتاح حتب )عن المرأه الإلاهه او الربّه :إن المرأة رسالة السماء إلي الأرض لإستمرار معجزة الأرض وكذلك قال : ان كلاً من المرأة والرجل عليهما مسؤولية مشتركة نحو الأرض ومن وصاياه الشهيرة : أحب زوجتك كما يجب ولم يحدد طرق حتي يُطلق العنان للزوج في الإجتهاد من أجل تقديرها وإسعادها. وقد كانت الربة إيزيس ربة وإلاهه القمر والأمومة عند الفراعنة ومثل لكل انثي فرعونية فكل انثي ربه وإلاهه ببيتها وكما ذكرنا سابقاً لم يكن المقصود العبودية بل التقدير والتركيز علي اهمية ادوار المرأه ومن النماذج ايضا الإلاهه (هاتور) ربة وإله الحب والجمال والإلاهه (مات) ربة وإله العدل.حقيقة هذا القدير الذي وجدته المرأه من الفرعون المصري القديم كان سبباً مباشراً ورئيسياً في نجاح هذه الدولة العريقة ومنظومتها العظيمة والرئدة .فلا عجب ان نجد الزوج يخاطب ويسمي زوجته أختي والزوجه تسميه وتخاطبه بأخي وهذا ليس فقط لأن بعض الأخوة زوجوا بالفعل بالعصور ماقبل الأديان ولكن كدعم لفكرة انهما من دم واحد بما يتوجب معه الحنو علي بعضهما البعض وتقديس ومراعاة كل طرف للآخر والحفاظ عليه والإخلاص له وهذا كله موثق بآثارنا العظيمة فهناك من التماثيل مثلاً ما نجد فيه الزوجه او الأم تضع يدها علي ظهر الملك وذلك أشارة إلي دعمه والوقوف بجانبه دائماً ولعلك تربط عزيزنا القارئ بين ذلك وبين المقولة الشائعة فلان بظهري اي يساندني ويدعمني ويطمئنني وجوده بحياتي. إن المرأة بالعصور الفرعونية قد نالت شتي وليس بعض الحقوق المدنية والإجتماعية والقانونية والأدبية منها حق إختيار الزوج وحق الإستمرار معه بالحياة او تطليق نفسها منه علي ان ترد له بعض المال او تدفع لتعوضه وكذلك حقها بالإحتفاظ بما تمتلكه بعد الزواج وحق إقتسام الميراث في مساواه مع الرجل بأسرتها ولها حق تسمية اولادها باسمها.حقاً هذه الفترة من التاريخ الإنساني شهدت إستقراراً وهو ما جعل المجتمع يتجه للبناء والتعمير فكانت النساء تعمل وتنتج مثلها مثل الرجل وكذلك تنجب الرجال شقائقها بهذا المجتمع ومن ثم قدرها المجتمع لحد المبالغة و لحد التقديس. فمن النماذج الرائدة طبعا للنساء والربات بمصرنا القديمة الملكة كليوباترا التي كانت تمتلك قوة الشخصية والذكاء الشديد و الصفات القيادية العسكرية إلي درجة ان موتها كان نهاية لعهد الحرية والإستقلال لمصر . وايضا الملكة( حتشبسوت ) التي حكمت مصر ثلاثة عشر عاما و تميز عصر حكمها بالرخاء ايضا والإستقرار والنماء الذي عم فعلاً انحاء الإمبراطورية المصريةوالعديد والعديد من النماذج والأمثلة والتي سوف نتحدث عنها لاحقاً مثل الملكة (اياح حتب) والدة الملك احمس ووالدتها الملكة( تيتي شيري) ودورهما العظيم في تاريخ مصروالملكة (حتب حرس) او السلام عليها والدة الملك خوفو …المرأة يا سادة بالدولة المصرية القديمة استطاعت ان تكون قاضية وملكة ورئيسة لمعاهد العلم ولا تتعجبوا فقد كانت بدولتنا الفرعونية القديمة بكل منطقة او بلد مكان للعلم والتعلم يشبه الجامعة وكان ملحقاً رئيسي بالمعابد.انظروا كيف تم تصويرها علي جدران المعابد بما يوضح كونها انيقة ومتميزة واناقتها اناقة فكر وسلوك وثقافة وليس مظهراً فقط انظروا كيف كانت طريقة اكلها وكيف كانت طريقتها في ممارسة العادات والسلوكيات العامة وكيف كان لها شأن وكينونة وتواجد .يا سادة المرأة الملكة او حتي بائعة السمك كانت تلبس الموديلات الجديدة في تصميمها او ما يسمي حاليا بالموضة حتي بالمنزل وهذا موثق ايضاً، حتي بائعة السمك تم التوثيق عنها. لقد إبتدعت المصرية القديمة ملبس خاص لكل مناسبة او وقت لاحداث ما مثل الحرب او وقت الزفاف . اقرأوا ماقاله ودونه عالم المصريات الشهير برستد حيث قال : (كان المصريون يؤسسوا للحضارة والأخلاق ).اتابع واذكر ان دولتنا المصرية القديمة هي الوحيدة الي لم توئد البنات وكانت تعاملهم باللين واحيانا التدليل فصوروا البنات مثلاً وهي تلهو و تلعب بالكره مثلا علي جدران المعابد في لوحات بديعة نقشت بجوارها بحروف اللغة الفرعونية الحوارات والاحاديث التي كانت تدور بينهم اثناء اللعب .ومن الامثلة ايضاً الملك إخناتون انجب ستة إناث أمر بأن ترسم صورته وهو معهن علي جدران المعبد وكذلك امر بكتابة اسمائهن . جدير بالذكر والإشارة أن اسماء البنات بعصر الفراعنة كانت جميلة وبها دلال ومعانى مفرحة جميلة واستمر هذا إلي وقتنا هذا .أخيراً وليس آخراً إن حضارتنا الفرعونية القديمة عظيمة في كل تفاصيلها ومعطياتها واهمها علي الإطلاق محبتهم وتقديرهم وإكرامهم وإحسانهم إلي الأم والأخت والزوجة والإبنة … وسَلِمَ لسانهم اجدادنا الكرام حينما اسموها ولقبوها ب
( ست الأقداس) .