زهرة البنفسج قصة قصيرة : بقلم / على حزين

                    

كان لديه رغبة ملحة للتحدث معها .. كان يريد ان يبوح لها .. يخبرها بعواطفه نحوها .. فتح النت بسرعة .. وجد الإضاءة خضراء .. دخل غرفة الدردشة كتب دون تردد ..

ـ   ممكن نتكلم مع بعض  ……؟

لم ترد .. برهة صمت .. مرت عليه كأنها دهر .. لم ييأس .. أعاد المحاولة من جديد ..  لعل وعسي تستجيب ..

ـــ  ممكن  ندردش قليلا من الوقت …….؟

كتبها وانتظر الرد.. والقلب قد أسرعت نبضاته .. وعقله” وَّدَى وجاب ” .. وطابور من الأسئلة دار في رأسه .. والافتراضات راحت تتزاحم .. ثواني معدودة بعمر الكون .. نظر في غرفة الدردشة .. تحت كلامه المكتوب .. لاحظ نقاط  سوداء تتراقص .. تعلو , تهبط , تظهر , تختفي ,  تروح , تجيء .. وهو يمني نفسه .. قال في نفسه ..

ــ ” الآن تكتب .. سترد حتماً .. تري ماذا ستقول …؟…أكيد أنها سترحب بالحديث معي .. ولما لا , وأنا من أنا ..  كاتبٌ , شاعرٌ, وأديب .. كل هذه المؤهلات .. حتما ستجعلها تستجيب للحديث معي .. بل سترتاح لكلامي قطعاً.. لكنها لم ترد حتى الآن ..ترى لماذا..؟. ربما تكون خائفة مني ..؟؟ .. ربما …..؟ . وربما تكون ……… ؟ ..  لا لا  فهي كلّمتني قبل ذلك .. سابق عن هذا كلمتني .. هذا كلامها معي .. مازلت احتفظ به في غرفة الدردشة .. ولم احذفه حتى الآن …  أين ذهبت هذه النقاط الملعونة ..؟!. أيكون ألنت ضعيفاً بطيئاً عندها , لذلك لم يصلني كلامها .؟!, ربما …..!! فشركات ألنت في بلادنا لا تعمل بكفاءة عالية ..  كما هي في الخارج والدول المتقدمة .. تباً لك أيها ألنت اللعين .. وتبا لكل شركات ألنت التي لا تؤدي الخدمة لعملائها كما ينبغي .. لو كنت في الدول الأخرى ..  لكنت قاضيتهم علي ذلك العطل .. لكن من أدراني أن السبب في عدم الرد …! هو ألنت الرديء ..؟ .. ولما لا تكون هذه الكلمات , التي حملتها تلك النقاط راحت لإنسان أخر غيري .. ؟ .. ٌردي أرجوكِ .. ! .. ها هي النقاط الملعونة تظهر أمامي من جديد .. أكيد هذه المرة سترد  .. حتما , ولابد , وأكيد ستصلني كلماتها في هذه المرة … تحمل الود والشوق … ” ُردي عليّ أرجوكِ .. ؟ .. ٌترى هل أكتبها لها ..؟. ” أرجوكِ  ٌردي عليّ .. لا تتركيني انتظر , كل هذا الوقت ..؟. … فأنا اكره الانتظار.. واكره أن تتجاهليني كل هذا الوقت ..! ” .. النقاط الملعونة اختفت , مرة أخرى .. سأرسل لها وردة .. نعم  وردة جميلة ..  فهي تحب الورود .. وهي ستفهم أني منتظر الرد .. الآن عليّ أن أتخير لها وردة جميلة ..  ” ..

يضغط كلك يمين .. يفتح ملف الصور .. وردة جميلة جداً .. ” هذه , لا , هذه , هذه جميلة ستعجبها .. لا لا هذه , لا هذه .. ” .. وفي النهاية  يستقر رأيه .. يختار زهرة البنفسج .. فهو يحب هذه الزهرة .. كما انه رآها معبرة , لحالة حزنه الشديد ..  ضغط كلك تحميل .. الآن الزهرة في غرفة الدردشة .. والنقاط  السوداء تتراقص .. انتظر الرد .. وهو يكمل حديث النفس .. الذي دار قوياً بداخله ..

” ترى سترد عليّ  في هذه المرة ..؟..ولو ردت ماذا ستقول ..؟. ستشكرني بالقطع .. لا , لا  لن تشكرني .. وإنما سترسل لي وردة أجمل ..  أجمل منها بكثير بالطبع .!.. فأنا أعرف زوقها .. وأثق في زوقها ..  ثواني وستصلني منها اجمل صورة .. وأجمل كلمات في الحب … وسنتحدث حتى الساعات الأولي من الفجر … ” أنا كده كده  بحب السهر .. وهي كذلك تحب السهر .. أنا كل يوم أري الإضاءة الخضراء .. أَقربها بالأمس ظلت مضيئة امامي للفجر …. ” أخيراً ردت علي  .. ” ..   

ــ  أفندم .. ؟!!

ــ عاوز أتكلم معاكِ ..

ــ  وبعد الكلام …؟

ــ عايز أقل لكِ إني بـحبك .. يا ترى أنتِ حاسة ني ولا …..؟!

لا يدري كيف كتب هذه الكلمات .. ولا كيف خرجت حروفها من فمه .. لكن كان عليه ان يكتبها .. ان يصرح لها عن حقيقة مشاعره تجاهها .. ويعرف ان كانت تبادله نفس المشاعر , والأحاسيس أم لا ..؟!!! … ضغط ENTER ليصلها ما كتبه .. فشلت المحاولة .. أعاد المحاولة مرة أخرى .. وأخرى .. وفي كل مرة يحاول  فيها .. يقرأ  .. هذه العبارة … ” هذا الشخص غير متاح حالياً “… ؟؟؟ !!!

 

                                                         2 / 5 / 2017     

اترك تعليقاً