أثرت بها كلماته كثيراً ودمعت عيناها وقد تحركت بداخلها مشاعر الشفقة على الذات وافتقار الحنان والصديق والحبيب والإنسان القوي الذي قد يهتم لأمرها ويشعر بألمها دون أن تشعر بالذنب لتحميله همومها، كما يحدث حين تفضفض مع شقيقيها الصغيرين. لكم تفتقد لعلاقةٍ ناضجةٍ، تكون هي فيها الطرفَ الأضعفَ!! جعلها صدق كلماته ونبرته الثابتة تهدأ وتتراجع لتستند ثانيةً على ظهر الفراش وهي تحدق في الظلام بصمتٍ تامٍ، واستمع هو لصمتها باحترامٍ و إجلالٍ، فهو يعلم جيداً معنى الصمت حين يسمعُه .. الصمت الذي تحدث إليه لساعاتٍ وساعاتٍ حتى باتا يفهمان بعضهما كالقصيدة الشجيَّة وكاتبها.. الصمت، جليسه في وَحدةِ كل يومٍ، إذ يتذكران زوجته الحبيبة الشابة التي انتقلت من بين ذراعيه عُنوة، إلى عالم الصمت القاتم دون كلمة وداعٍ واحدةٍ.. نعم، يتقن لغة الصمتِ، بحروفها وكلماتها وعباراتها الصاخبةِ حيناً والهامسةِ أحياناً.. أدرك بأن الصمتَ ما هو إلا صوتُ القلوبِ الموجوعةِ فصار يعشقه ويأنس به..”