مبدعو مصر
منذ فترة ليست بالقصيرة ركبت أحد التكاتك متوجها الى المحروسة وفى الطريق دار بينى وبين سائق التوكتوك هذا الحوار :-
– طبعاً انت ماتعرفنيش ياشاعرنا الكبير ؟
– لا والله.. بس شُفتك كتير وركبت معاك كتير .
– انا حمدالله من نجع ابو عزالى من القراعنة .
– اهلا بيك ياحمدالله ..القراعنة ناس طيبين وانت انسان طيب .
– كنت زمان طيِّب والله يااستاذ عادل لكن الناس عمّا ترد الخير شر ، وتنكر الجمايل ، والله عملت خير كتير فى ناس ماتمرْش فيها، ياما جاملت الاصحاب ،ياما وقفت فى الواجبات ، ياما نقّطت فى الأفراح ،ياما وديّت القريب والغريب ،كله دا رد عليا شر ..الناس عفشة يااستاذ عادل ، والله الواحد اتعقّد من المخاليق كلها ، والله العظيم انا دِلوك لو لقيت حَد متلقّح على الاسفلت مااشيله ولا اوديه المستشفى ، اسيبه يموت ، لأنى خلاص الواحد كره البشرية كلها !!
– خليها على الله ياحمدالله وارمى حمولك على الحى ، اهم حاجة انك تعامل ربنا ، سيبك من المخلوق .
واثناء الحوار وجدنا جمع من الناس يقفون على الاسفلت رجال ونساء حول فتاة صغيرة ترتدى الزى المدرسى كان قد اغمى عليها اثناء سيرها مع زميلاتها ، واوقف حمدالله توكتوكه وسط الجمع الواقف واصفّر وجهه فجأة وكادت الدموع تنهمر من عينيه على منظر الفتاه المسكينة ، وقال لى بصوتٍ متكسِّر _ عاد لامؤاخذه يااستاذ عادل انت والجماعة اللى معاك حاضطر انزّلكم هنا … انا حاخدها اوديها المستشفى ، زى بعضه إتمشّوا المسافة الباقية ورفض حتى ان يأخذ اجرته رفضاً باتاً ، وحمل الفتاة فى التوكتوك واسرع بها متوجها الى الوحدة الصحية لإنقاذ المسكينة التى لايعرفها ولايعرف اهلها !!
وبينما هو يسير بالفتاه متوجهاً الى الوحدة كنت واقفاً على الأسفلت انظر اليه واقول – والله لسة قاعد طيِّب ياحمدالله ، وحتفضل طيِّب مهما أنكرك الجميع ، ومهما خانك الأصحاب والأقارب ، حتفضل طيِّب ياحمدالله وحتعمل الخير فى القريب والغريب ، وحتوقف فى الواجبات وتنقِّط فى الأفراح ، ولو لقيت حد ملقّح على الاسفلت حتوديه المستشفى ..لسة فيك الخير ياحمدالله رغم كل ماحدث !!
اصدقائى خرجت من حكاية حمدالله بحكمة رائعة ( لايمكن للطيِّب ان يتصنّع الشر حتى ولو اراد ان يمثل دور الشرير ، ولايمكن ايضاً للشرير ان يتصنّع الخير حتى ولو مثل دور الطيب العفيف سيكون هذا لمدة قصيرة وسيعود الى شره مرة اخرى ، والمواقف كفيلة بأن تكشف كل منهما )
تحية من كل قلبى لحمدالله القرعنى سائق التوكتوك ، هذا الرائع الجميل البسيط.
قد يهمك أيضا
يدّك معانا ياشيخ فرّاج !! بقلم : عادل صابر