في مَعرض الكُتَّاب زارتْ مَكتَبي
كالگوگبِ الدُرِّي بين المَوكِبِ
عَينانِ واسعتان في كُحليْهِما
وبِبَسمَةٍ مِثلَ الفضاءِ الأرحَبِ
شَفتانِ من كَرَزٍ وبيض نواجذٍ
أضْرَمنَ نارًا في الفؤادِ المُتعبِ
ضَمّتٔ كَتابــــا باليَمينِ كأَنهُ
عمدا يروحُ لصدرِها كي يختبي
بأصابع الجُمّان حيَّت مرحبـــا
وأنا بها في دَهشةٍ مِثل الغبي
قالت: أتعرفُ من أنا ! فـأَجبتُها
كلّا وربّي صَدّقي أو كذِّبي
غير الذي قد هزَّني هو صوتُها
هزَّ الملحِن في شُجونِ المُطربِ
حسنًا تقول وقد تلون وجهُها
أسفًا كلون الشمس عند المغربِ
سَجٍل على صدر الكتاب أنا التي
جعلتْ قصيد الحُبّ خامسَ مذهبِ
وأنا التي أسَر التّمني روحها
وجميلُ شِعرك لو علمتَ مُعذِّبي
وأنا التي أخفيك تحت وسادتي
وأخبئ الأزهارَ مِثل مُهربِ
وأنا التي لا حول لي في وصلكمْ
إلا الدعاء مع الصلاة على النبي
فكتبتُ في صَدرِ الكتابِ كلامها
وودِدتُ أني بعدها لم أكتبِ
أوقعتُ قلبي بعدما فارقتها
كالطّفل ضيّعَ لعبة في الملعبِ.