أمحتب يبعث من جديد
المعمارى أيمن خليل يرسم مشروعا معماريا وحضاريا جديدا لمصر يستلهم عظمة ماضيها ومكانتها الطبيعية الراقية بين دول العالم …
بقلم / عبدالله مهدى
إيمانى بضرورة الاهتمام بنشر الوعى بالحضارة المصرية القديمة ، وتدعيم ذاتنا الحضارية ، حملنى من الواجبات التى فرضت على نفسى القيام بها بحب وإصرار على نحو :–
# تسليط الضوء على كل منجز يحافظ على جمال هذا الوطن ويرتقى بكل مفرداته ….
ومن حسن الطالع ما ذكره لى الصديق الغالى الاستشارى المهندس / مجدى غبريال عن المعمارى الرائع المهندس / أيمن حسن خليل ومنجزه المعمارى ( مكتب بريد أسوان ) والذى كان قصرا بنى أوائل القرن العشرين ، وتم استغلاله كمدرسة ثم تحول لمكتب بريد … فقام المعمارى أيمن حسن خليل بإعادة تجديده على أروع ما يكون ، مراعيا البعد التراثى والتاريخى للمبنى ( الطراز الكلاسيكى الأوربى مع بعض عناصر العمارة الإسلامية ) ، كما لم يهمل استخدامات المبنى الجديدة …
وقد جاء اهتمام المعمارى أيمن بكل التفاصيل الدقيقة لتجديد المبنى التراثى وتوصيل هذه التفاصيل بكل دقة إلى العمال ، عاملا حاسما فى نجاح تجديد المبنى بهذا الجمال والرقى ، كما راعى التجديد إزالة كل العناصر الدخيلة على المبنى التراثى ، ومراعاة الطاقة الاستيعابية ، والعمل على تحسين البيئة الوظيفية للعاملين بالمكتب ، ومراعاة التوجه العام للدولة ، بتواجد المبانى الخضراء ، ومراعاة الاستدامة ليكون المبنى صديقا للبيئة …
وتأتى خبرات المعمارى أيمن حسن خليل والذى يعشق الرسم والتصوير ، ويحمل خبرة فى عمله تفوق ٢٣ سنة ( العمارة والتصميم الحضرى ) ، وعمل مع كل جنسيات العالم ، ورغم تمركزه فى أوروبا إلا أنه لم يبعد عن وطنه الغالى مصر ، فقد عاش فى بيئة العمل الأوربى ١٦ سنة ، والأمريكى ٥ سنوات ، وقد تنقل للعمل فى إيطاليا ، ومالطا ، وفرنسا ” أوروبا ” ، جزر الكاريبى فى أمريكا …كما أنه عاش فى المملكة العربية السعودية طفلا ….
كل ذلك أثر فى تكوين ” فلسفته المعمارية ”
ولذلك رأيت أنه بعث جديد للمعمارى المصرى القديم العظيم ” أمحتب ” الذى شجعه مليكه ” زوسر ” وأطلق له حرية العمل والابتكار ، فأبدع نهضة معمارية وهندسية ، بلغة ذروتها فى عصر الأسرة الرابعة ٢٧٠٠ ق. م ( عصر بناة الأهرام ) …
أنموذج تطوير مكتب بريد أسوان يعد فلسفة جديدة فى التطوير الحديث مع إحياء الطابع التاريخى للمبنى …. نود أن تكون تلك الفلسفة فى التطوير داخل مؤسساتنا الحكومية ….