موسوعة كتاب القصه العرب / الكاتبه : هيفرون أحمد صوفي

 

 سورية الجنسية

من مواليد دمشق ،

متزوجة وعندي ثلاثة أبناء بنتان و ولد

مقيمة في الأردن

وخريجة فنون تطبيقية

احب الكتابة

ولي مطبوع ورقي مجموعة قصصية

بعنوان …

دموع الياسمين …

مدير عام رابطة عزف الأقلام العربية

 

الحسناء والوحش

قصة قصيرة

في ذاك الحي الفقير المعدم تعيش عائلة ابو رمزي العتال السكير الاكتع حيث فقد يده في قذيفة سقطت بالقرب منه وأدت لوفاة ابناؤه رمزي وايمن وزوجته حليمة ، تلك الحرب اللعينة التي سرقت كل غالي وثمين ومزجت وجوههم بالحزن والاسى غابت الضحكات وحل الأنين والبكاء حين يأتي والدهم السكير ينهال على بناته الثلاث بالضرب والإهانة ، فلا تكفيهن الحرب ويتمهن ليأتي ذاك الاكتع ويزيد همهن كانت سميرة اكبرهن ودائما تعترض والدها لمنعه من ضرب اختاها فتلقى النصيب الاكبر من الضرب لكن في ذاك اليوم كانت الاصوات اعلى وسميرة تصرخ وتركض ضمن الازقة تستنجد بالجيران تقدم عادل المغرم العاشق لها ليمنع والدها من ضربها بسيخ مدبب كان قد سخنه على النار ليكوي به وجهها الجميل ، اعترضه عادل ليفسح المجال لسميرة للهروب وتعارك مع الأب ليضرب الاب عادل ويحرق وجهه ويفقء عينه ومن شدة الوجع اخذ عادل السيخ وغرسه بقلب ابا رمزي فقضى الاب حتفه ولقي عادل السجن ثلاث سنوات لما لحقه من ضرر واذى ودفاع عن النفس ، باتت الاسرة لا معيل لها واصبحت سميرة تعمل في البيوت تارة وفي المحلات تارة اخرى فقدت الكثير من حيائها واصبحت تتقبل لمسة .. قبلة … همسة مقابل العمل وبضع ليرات إلا ان خرج عادل وتقدم لخطبتها كانت سميرة جميلة وعادل بشع اعور لكنها هي السبب لذلك وافقت وهي لا تكن له اي نوع من المشاعر ، حين يأتي عادل الى البيت كانت تتهرب منه وان اقترب منها تغمض عينيها ولا تبادله اي نوع من الحب او العطف بل تبدي اشمئزازها منه فيسرها في قلبه ويمضي وهو العاشق الولهان يكتفي بأنها زوجته ويراها كل يوم معه ، حاول عادل أن يقدم لها كل شيء يقدر عليه ولا يلقى سوى الشتيمة والاشمئزاز ويرضى بأن يكون خادماً تحت قدميها وجارياً يمشي خلفها حين يقومان بزيارة أحد او شراء الاغراض فقد كانت تخجل من ان تمشي بقربه بل تتركه خلفها لكنه الحب و فقدانه لعينه ولجماله … لن ينظر احد له فيحمد ربه أنها قبلت به ويرضى بما آل له وضعه فيكفيه أنها تقطن معه بنفس البيت يعرض عليها حبه ويخبرها بمدى عشقه لها لكنها لا تتفوه بأي كلمة جميلة بحقه تمضي مستهزءة بمشاعره نحوها وتمضي الايام ولم تنجب منه ابدا بل بدأت تمنعه من الاقتراب منها والنوم معها في نفس السرير وهو العاشق المسكين جل همه ان يوفر لها حاجياتها ، اشتدت الحرب وضاق الحال بهم وقلت الليرات والعمل وسميرة تتذمر وتشتكي حالها ومرارها وصبرها على بشاعة زوجها فيتدخل نور الدين الشاب الثري صاحب المشغل الذي بالحارة عندهم ويعرض عليها العمل بمشغله ، فوافقت وتغيرت احوالها فباتت تتأخر عن المنزل وتلبس من الثياب أجملها وتقتني العطور والمكياج وعادل يرى ويبكي بقلب حزين وبدأ الشك يجتاح افكاره ، هل هي شريفة أم عاشقة ؟؟ هل استولى نور الدين على قلبها الذي لم ولن يحصل هو عليه ؟؟؟ افكار وافكار شلت عقله وألجمت لسانه فبدأ يهلوس ويذهب بعقله رويداً رويداً إلا أن رأها يوماً تتقيء وتشكي الم بمعدتها فاحضر لها ممرضة المركز فهي جارتهم لتبشره فلربما زوجته حامل !! فيجن جنونه .. كيف ؟؟ وهو لم يقترب منها منذ فترة !! كيف أهي تخونه !! طلبت منه الممرضة ان يأخذها للطبيبة لعمل بعض التحاليل والفحوصات لكن عقله المريض لم ولن ينتظر حملها وهي نائمة تعبة وصعد بها للسطح ووضها يتأمل وجهها ويقبلها … افاقت سميرة مذعورة مالذي صعد بها للسطح وبدأت تصرخ بعادل وتنعته بالمجنون لكنه ضمها له وقال لها قولي أحبك ولو كذب ، رفضت سميرة وبدأت تصرخ صعد بها للحافة ويضمها بشدة وقوة قولي احبك ولو كذب لطالما تمنيت سماعها منك خافت سميرة وهي على حافة السطح بين يدي عادل يضمها بقوة فقالت مرغمة أحبك ….. فسقط وهي ممسكاً بها بقوة يبتسم ودموعها على كتفيه وقد امتزجت دماؤهما معاً حين استقبلتهم الارض الطيبة زوار لها .

هيفرون احمد صوفي

اترك تعليقاً