موسوعة شعراء الفصحى العرب / الشاعر : هيثم سعد زيان

سيرة ذاتية

 

هيثم سعد زيان

أستاذ الأدب الفرنسي، صحفي و ناقد

شاعر باللغات الثلاث: العربية، الفرنسية و الإنجليزية

المؤلفات:

– عندما يذبل الماء (ديوان بالعربية)

– الرذاذ و بعضٌ مِنْ أنا(ديوان بالعربية)

– كلمات صريحة في نهاية النفق( ديوان باللغة الإنجليزية)

– حتى الكلمات لها الحق في الحنين ( ديوان باللغة الفرنسية)

 

((جرافيتي))

يتثاءبُ الماء في غفوة الظّمأ

تترنّح القرابين مِلءَ اكتمال الشّكِ

أسكب يدي في قداسة الفراغ

أركن حفنةً من الأمنيات الحرّى على رموش القلب

أفكّ ضفائر الثوم المعلّقة في بهو النّكهة

أرتجل قوتا لدراويش البحر

أنسابُ عبر قُمع المشتهى

إلى أجَمَة الرّجاء

أتحلّل خوفًا، اندثارا و عدمًا

المشهد خلفي، خواءٌ خشنُ السّمات

“بخٍ…بَخِ”…قاءها مدحٌ ينتابه صدءٌ كثيف…

رصاصات مدجّنة…

تقرأ كفّ الموت بسرعة الطيش الأكبر

تقبّل عوزَ الأكفان المنهكة…

قيلَ لي و أنا أرتّل بعض الملل:

لا تُلوّنْ صوتَك الجهور برنين الرّماد

لا تفتعلْ بقبقةً في وضحِ الترقّب

افتحْ مصاريعَ الشّك

و اكنسْ نوافذَ الهدنة

هذا الرّغيف الوردي ملجأ آثم للبطون المستعارة

تلكم عصفورة تحتمي بعشٍّ من خيال

لزقزقتها تأويلٌ يغتسل برائحة الخجل

و من حولنا يتكوّر أفقٌ جامح

الشّمس تمدّ ثعابينها نحو الوجوم

كمثل أيّ دفقة سائحة في ما تبقّى من وداع

يخطفنا الوقت من تباريح الرّهان

تسترق خيولُنا عثرَة اللّجام

نحبو على هسيس العدم…

أدقّ على دفاتري الموصدة

أتوسّل ذكرياتٍ يتنازعها الفطام

نصف أبي ملقى على عتبات التّنجيم

نصف أمّي محصور ما بين خوف و تسويف

و تروس الخرف تمضغ حيل النّسل الموسوم…

ضرع الخطيئة مشّاء برياء

يُبدع على وحم الحليب خربشات من جوع

يستنفر بصماته في عنق الهويّة

و أنا الذي كنتُ…

أشحذ خطواتي كي أخدشَ غرور المسافات

أتجسّس على طعم البلل الذي يراود شفاه الحنين…

عِطاشٌ، هي المعجزات التي لم تبلغ ذروة التشفّي

تنأى حواضرنا…

تستقيل كناياتنا…

و يتحالف عُرينا مع ضميرنا المستتر…

هيثم سعد زيان

كل الحقوق محفوظة.

((عندما يذبل الماء))

أنتعل وجهتي وأقتفي بقايا الدهشة على سيرورة دهشتي…

…أراود ما لا أشتهي من طريق الحرير ولا أثر لـ:”جنكيز خان” …

ربما هي الدروب هكذا…

عصية على الحرير وعلى حَبّاك الحرير

ألتزم بقليل من الفحولة …

أجادل حدسي عساه يقر بقدرتي على عجزي…

…من الممكن أن أصير “أنا” بعد ساعة الذهول

إنني أراه وأنا الكفيف الراكد منذ كذا وكذا دهشة…

“كنفشيوس” يُعـِدُّ لتفسير فلسفة البقر على مقاس مروج “التبت”

…يحتسي بعضا من حكمة الصموراي …

…ينذر بميلاد الماء …الماء وفقط…

حينما أردت اجتياز اللاشيء ،

آثرت أن أستوقف فلول أفكاري الخجولة…

– لم كل هذا الوقت العاطل عن العمل؟

عندما كان لعقارب الساعة جولة لا متناهية حول مدار الشمس،

كان للحب سلاسة ونفاذ …

كان للموج قصص من خشب ،

…تحكيها أشرعة “ماركو بولو” لجشع النخاسين …

…وكان لي عبث الأصابع بترنيمة الورق

و قرقعة الحبر في قعر الدواة…

ينتابني حنين للثم أزقة “اشبيلية”

و حشد آلاف الحروف المغتربة،

إذاك أرتل أشهى قصائدي بلون أحمر …

أزيح كتلة التشفي عن جزء من جرأتي…

لا يعنيني إن كان مذاق الدرب مفعما بأساطير شيقة…

أدير فلكي لما تشكل من زبد شهي…

أعيد ترتيب سلوكي …

أطوي خارطة فضولي وأعاند…

…أتسلّل من حيرتي عقب كل طواف حول أناي

أثير الاشمئزاز كلما عاودني كابوس لم أقترفه قط…

أتماهى في غَـزْلِ “ابن الفارض” وأتمادى في حياكة عبقرية “غاندي”

…وحين أُسأل عما تبقى من جنس المماليك،

أمر وبي حاجة أو رغبة للذوبان بعيدا عن متناول الممكن

أتنحى عن وجهتي

أوصد أسرار غايتي

وأتمدد على أطراف خلوتي

و أنام والليل يوشك على الهزيع

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اعداد  

الشاعر : محمد عبد القوى حسن

Mobd3o.com@gmail.com

01092590392  01113382408

يشرفنا زيارتكم لمجلة مبدعو مصر على الفيس بوك اضغط هنا

 

اترك تعليقاً