سهولها …. من شريانكَ الأخضرِ “/ مرام عطية

سهولها …. من شريانكَ الأخضرِ
غيومُكَ السُّومريةُ شلَّالُ نقاءٍ
أم قوافلُ جودٍ وعطاءٍ ؟!
أشواقها غيَّرتْ بوصلةَ الأيامِ ، شرَّدتْ أقاليمَ الحربِ الشعواء في أمسيةٍ دافئةٍ
فهربتْ زواحفُ الجاهليةِ ، وتبدَّدَ ضبابُ الأوهامِ
نسيتْ الفصولُ تقويمها ، وامّحتْ خرائطُ الظُّلمِ غيومُكَ القادمةُ من سماءِ الخصبِ تحملُ بيدٍ حقولَ القمحٍ وسلالَ السَّمكِ للجياعِ والمساكين في الأَرْضِ ، وباليدِ الأخرى تزرعُ بياراتِ الزيتونِ والبرتقالِ وطناً للسلام
في الجهةِ المقابلةِ شجرةُ ياسمينٍ شاحبةٌ تعرِّشُ على شرفةِ وطنٍ مغتصبٍ ، تختصرُ أنواء الزِّمن كماتختصرُ نجومكَ مسيرةَ الضياء ، تسلَّلَ صقيعِ الشتاءِ وأفنى زهورَها البيضاءَ
سرقَ قواريرَ العطرِ ، ورسمتْ ريحهُ تجاعيدَ الكهولةِ على جسدها النحيلِ
رماها الخريفُ كأوراقٍ طافرةٍ على دروبهِ الرَّماديِّةِ
نشوةُ حلمٍ ترتبُ فصولَ اللقاءِ، تعيدُ طفولةً سلبها جيشُ الفقر أراجيحَ الهوى
رُطبُ همسكَ النَّديَّةُ تنسابُ في أوصالها نسغاً مغذيَّا ، تنبضُ في شرايينها اليابسةِ دفقَ حياةٍ
تترنحُ أغصانها على سواقي غزلكَ العذريِّ يتفتحُ الألقُ بريقاً في عينيها ، تسيلُ دموعُ حسانِ الشِّعرِ
أتراكَ رأيتها ؟ سهولها … من وريدكَ الأخضرِ
أقمارها السوسنيَّةِ من أوتارِ شمسِكَ السَّنيةِ
و حين تسرِّحُ شعرها أناملُ الإبداعِ يبوحُ خزامى حرفها بالعشقِ
مُرَّ بي لأخبركَ مافعلَ شذاكَ بأرضٍ هجرها المطرُ
و كيف دغدغَتْ أمواجُ صوتكَ ماسَ الأنوثةِ
فتمايل خصرها غنجاً و انثالَ حياءً بين ذراعي
طيفٍكَ الأسمرِ
لو التفتتْ جيادُ عطركَ لأنهارها الدافقةِ .. لرأتْ سرواتِ الجمالِ تختالُ على ضفافها
ولسمعتْ أسرارَ أحلامٍ سقاها الغيمُ نضارةً فتموجَّتْ ربيعاً .
————
مرام عطية

اترك تعليقاً