الشاعر والأديب الباحث الإيراني د.” موسى بيدج ” (رجلٌ لا يصلح للحب)

 

استهلال

عندما نتلمس على أرض الواقع  أن الشاعر أمير كلام وأن “الحب وجود والوجود معرفة “، والانفتاح على الوجود مفتاح الكتابة ،لابد من أن يمثل الحب القوة الخفية المبدعة ،والخارقة والتي تستمد جل طاقاتها من التنظيم المتناسق في الوجود ذاته، حيث يتجلى الحب والجمال في الذات الخالقة.

الحيازة الجمالية:

ما انفكت أسئلة الشعر تثير الكثير من التأمل وتشغل المهتمين والباحثين ،وسؤال الأسئلة في هذا المنحى  أمامنا على خارطة الوجود.. هل للشعر ، للحب آوان وينتهي؟ هل الحيازة الجمالية / للشكل / للرجل /للمنتج الإبداعي كفيلة بأن تحقق عنصرا الحب و الجمال في المنتج الإبداعي معاً ؟ وهل غياب شمس الحب عنه يعني غياب الضوء عن الذات المنتجة لهذا الضوء؟! ما مقياس  درجة الحب في  القلب /المنتج الإبداعي و  من يحمي الميزان الجمالي من الجاذبية الأرضية؟!

هل ثمة اختلاف بين الفنية/ والجمالية في المنتج الإبداعي؟ وهل حيازة المنتج الإبداعي على قيم جمالية عديدة يخلده كمنتج إبداعي صالح و مؤثر في هذا الوجود الذي لا يتحرك إلا بكلمة من حرفين ؟!

(رجلٌ لا يصلح للحب)

يثير عنوان مجموعة  (رجلٌ لا يصلح للحب) للشاعر والأديب الباحث د.” موسى بيدج “أسئلة إشكالية تتصل بالعمق النفسي للذات الشاعرة ،وبالتالي  هو عنوان شرك، جذاب، خطير، يترك دواراً خفيفاً ودهشة مفتوحة  على احتمالات لا تنتهي .

يُدخلُ المتلقي  في دوَّامةِ التجاوزِ المُستمر  ،ويرسم بعدينِ لليأس وبعداً للأمل ،وفي كل الأبعاد مفاتيحه الحب ، وربما، واعياً أو لا واعياً، في سردياته الشعرية وهذا التوازن الجميل بين العقل والعاطفة جعله يمشي على راحتيه ويضعنا في جدل الرجلين /الرؤيتين المُتناقضتَيْنِ  في حلمهما الوردي .

وبين المغازلة  والعتمة ،وفي رحلة البحث كي نفك  شيفرة هذا الرجل الذي لا يصلح للحب ،علينا أن نستعين  بعلم الظواهرية   الذي لفت الانتباه إلى إن دراسة العمل الأدبي ينبغي أن تسعى إلى فهم النص فهما يتجاوز شكله..و نتعلم  لغة الصمت كي نسمع الشعر .. الخواء ذو الرنين.. على حد تعبير “هيدجر”.

ماهية الشعر:

إنْ اتبعنا في  مسار هذا الرجل مسار ابن رشيق والذي عنوانه : «الشعر قفل أوله مفتاحه»..يتبين لنا قطب التجاذب للبؤر المركزية للذات وضوئها الشعري،إذ تخفي في داخلها شحنات شعرية عالية في محيط دائرة الصراعات الحميمية للكتابة الشعرية التي تزدحم بصور ترتقي بالحالات الواقعية والرمزية أحايين كثيرة إلى ذروة الشعرية .

في هذا العنوان يعلن الشاعر انحيازه إلى الإنسان ، رافضاً كُلّ من يقربه من عالم الزيف الذي يتشح بشعارات الكذب ،والخيانة ،  فلا يجد غير الهجرة فكرياً إلى عالم الوجد الروحي ملاذاً  ليعلن امتلاكه للحب .

في شعرية هذا الرجل لا تبدو  ماهية الشعر بسيطة ، بل هي مركبة ، إنها بعض الأفكار مضافاً إليها الشاعرية،لهذا وصلتنا رائحة هذا الرجل،  وهو  ينشر قمصان الربيع ،ويعري لنا الكثير من أشجار  المعرفة  كي يصنع منها ثنائيات متضادة  وكراسات للمعوقين،ويعلقها قناديلا لأسئلته التي لا تنتهي،والتي تتقمص الذوبان في فوضى لغته الرمزية  في غفوة الكلمات الحائرة،والعاجة بالمطر السرّي الذي يبلّ الروح في زمن اليباب، وهو يستنطق الصور الوجودية العاجة في مخيلته التي أتعبها صفير البلابل على صدره.

لذات الشاعر نصيبها  الأكبر من الألم والآهات ،وبلغة مصفاة تحمل بصمة الحواس الخمس ،ومحمّلة  بالدلالة الموحية بالمعاني المتعددة والانزياح في لحظة السفر ..إذ يقول عبر “كلمات من شوارع بيروت” :

ما هذا الذي ترشّهُ السماءُ

من طيورٍ حزينةٍ

هل هي أمطار السفر

تتهامس كحجارةٍ من ثلج ؟-ص36

إذ يتفنن الشاعر “بيدج ” في بث الروح الشعري  في الكلمة  التي تحقق الحركة و الكثافة الشعرية  ،ويسعى للإفلات مع ما  يبذله من جهد  في خلق صفة الإيجاز  في ترانيمه اللاهثة.

تتوحد ذات الشاعر مع  العالم  مكتسحاً حزمة الحدود الضوئية وهذا الصفير وهذه اللمح – مثل  الخلوات الصوفية ،و الروايات البوليسية  التي تنفتح على خطاب المعقول واللامعقول ،واستكناه الخفيّ الحسّي الصاعق  الذي ندور كالدراويش في كنهه،لذلك، يجب أن نحتمي من توهجه،  فالأمر يحتاج قراءة أولى وثانية للإحاطة بعمق  الرجل /الصورة – الفكرة ومرافقتها في تحليقها على عوالم جديدة …

لكن لحظة التماس ما تلبث أن ترتد على  عقبيها ،وتظهر الذات كأنها تواجه كل هذا القهر لوحدها ، يقول  هنا الشاعر :”رجلٌ لا يصلحُ للحب ”

“فأنا رجل لا يملك سوى كلمات من خشب  الأشجار

يصنع منها

قصائد وكراس للمعوقين

وخزانات ثياب للعراة

ودراجات للفقراء

وعصي للعميان

ودواليب للأشياء المستعملة “.ص-6

ففي تلافيف أفكارِهِ مأساويةٌ فاقعةٌ تشعُّ من طبقاتِ اللغةِ الشِّعريَّةِ التي شكَّلها الشاعرُ بخاصية الانزياح  كما يقول “جان كوهين” ..فاخترق الدال والمدلول ،وسافر بنا عبر مقتضى الحال  ،الأمر الذي  يصنع  ملمح َ الشِّعرية ،والذي يحيل بنا إلى  الالتحام   في صراع لعبة البياض والسواد ولواع الانتماء إلى طبقات مقهورة  تُركت تواجه مصيرها السيزيفي لوحدها مع الموت بألوانه المتعددة.

كأن هذا  الجرح الذي لا يلتئم هو الذي جعل “موسى بيدج ” من الأصوات الشعرية المعاصرة المتميزة في محيطه الفارسي والكردي والعربي، لأنه ينهض الذات ويجعل الأفكار تتلازم مع البناء الحسّي الشعري و مع المضامين المنتزعة من هموم المحيط وعذابات الآخرين، فيشكل أحد الجسور المتينة والمتميزة في الجودة والأداء في خلق حالة المواءمة بين الذات والحب، والشعر والوجود.

اضافة الى توظيفه المتضادات لتحقيق دينامية النص وخدمة الدلالة والفكرة بأسلوب سهل يوصل المتلقي الى المعنى ويقربه من الفكرة .. أو كما يقول الشاعر ُ نفسه :”قربكِ أغنية ٌ

وبعدكِ

مصباحٌ مطفأ –ص36

وحين تمسك بهذا الرجل/ المجموعة الشعرية وكأنك تمسك بقوس قزح ،  قصة حب ،والتي لا تستطيع التخلص منها، وكأنها  حرائق تطوقك من كل الجوانب، ورنين مفرداتها التي اشتغل عليها الشاعر تستصرخ جميع التائهين  في أرض الحب من ألف عام ، وتُفعّل فيك روح البحث والظمأ، وملء الفجوات  التي ينطوي عليها  إقامة العلاقات  بينك وبين تراكيب العمل  و تمسك تلك اللغة  التي عمل عليها الشاعر، وهو في محرابه الخاص الذي لا يتخلص منه.

ينتزع الشاعر صوره الشعرية من محيطه المكاني ،وبلغة مغرقة في الاقتراب من اليومي الموقظ للذاكرة والمؤكد على حضور الماضي بين تراكيبها مثلما تؤكد تجاوزه وهو ما دعاه ت.س.اليوت(الحس التاريخي) عبر صور معجونة بقاعدة لغوية عميقة الدلالة تشي باتجاهات الشاعر النفسية والاجتماعية التي اسهمت البيئة في تشكيلها..إذ يقول :

“الله يا موسى

ما هذه الحُمّى ؟!

يفترض أن تكون ميّتاً

من ألف عام .”ص-24

هذا  الأنين والحزن والحنين  ..وأشباح الماضي التي تطارد الذات في حاضر  ومستقبل   الشاعر /العاشق /الصالح الذي يستصرخ كل من سبقه إلى تلك العيون في سبيل الوقوف مع “امرأة تمشي في شوارع كتابه”  التي لا يخذلها  حائط الحرير  وقت المواقف الصعبة والمحرجة تحت صفصافة المعنى البعيدة .

تلعب القصيدة (البيدجية ) على وتر اللاتوازن  ،لذلك يحاول الحفر على إخراج الطاقات السلبية المختزنة والمؤثرة في النفس والتنفيس عنها “بالحروف والفارزات والشارحات، ونقاط التفتيش بين الأوراق “، ليتحول بدلالته إلى الايجابية ،وكأنه طائرُ الفينيقِ  المنبعثِ حيّاً من رماده .

يقول هنا الشاعرُ : تعثرتُ

بالحروف والفارزات والشارحات

ونقاط التفتيش بين الأوراق

فقد كانوا يبحثون

في كل شاردة

تشبه (ما زلت تحبني)-ص32

لقد أراد الشاعر أن يسجل موقفا من الحياة، وإثبات الوجود عبر عملية الخوف المكتنزة في “خيمة سوداء”، والإشارة إلى الحزن الماهوي المشتبك بالوجود ،وبالبياض والسواد ليؤكد جدل (الفرح-الشجن، التواصل-الانفصال) عملية مستمرة باستمرار الحياة.

ومن خيمة سوداء يقول :

“إنّما للبحر فمٌ

وأسنانٌ

تصطك خوفاً من  خيمةٍ سوداء .”-ص19

انزياح الإهداء

تعد عتبة الإهداء نصاً فاعلاً في إنتاج شعرية النص، لماذا غيّب الإهداء ،هل تم اختزاله من جانب المبدع ضمن العنوان وهل الإهداء كتب بالحبر السري ضمن الصفحة الرمادية  في لعبة مقصودة كي يخلق المفارقة والانزياح عن طريق إرباك المتلقي  وفك رموز شيفرته الخاصة ؟

إنه ممسك بجمر قضية الشعر ولا يزال  يحرض  الشعراء علي التمسك بشرف الكلمة بعد ان انكشفت الدروب ولم يبقي للمتخازلين غير درب الهاوية، يأخذ علي عاتقه مقاومة كل استباحه للإنسان فاتحاً دروب الحلم للوصول إلى غابات من المآسي والأحلام التي تحطم الكثير منها على عتبات الواقع .. ومازال بعضها  يسبح في ذاكرة للنسيان  وبعضها مسمّر كسنديانة ترنو إلى وجهه المتموج في الضباب  ،و يقول  في ذلك:

” كسنديانة ربّتت على أكتافها الفصول

ترنو إلى وجهك المتوج في الضباب

ضبابٌ

لا يشبه ذاكرة النسيان

تسبحين في كلماته دوماً.ص-31

شاعر  يبحث في كل شاردة ،يختبئ في زوايا الفصول ، يسائل الزمن، يسائل الذات في الزمن، يسائل القلب والعقل والمكان ويحفظ ما انهمر من العناوين التائهة على الخبز والملح والطفولة.

والحزن  عند  “بيدج “ميراث لا يزول من عينيه ،ورسائل البارود لا تفارقه ، يسعى إلى استئصال ذهنية التطرف والمغالاة منعاً من الاستبداد والفساد والوقوع في أفخاخ المفاهيم الضيقة المعادية لقيم الحب والمعرفة والنور، لذلك يحاول أن يجمع  بين الحسي ،والمعنى الذهني ،ولهذا يطالعنا في عرضه وطلبه ،بقوله : “كل صباح

أصطحب إلى الدائرة نمراً

كي يلتهم رئيسي

كل مساء

يعود بي النمر

إلى البيت مأكولاً  -ص20

إنها صورة رائعة وجميلة مكملة لحالات البوح الماوراء و فوز الفكرة أو الصورة او الطرافة على هباء الوجود وخواء الأزرق.. هذا عبور الشاعر في ركام الزمن، هذا مرور الشاعر فوق نثار الأشياء  في عزاء مديد فإذا للحياة معنى مختلف، وإطارات مزركشة لصور المقتولين في زمن الخراب..

تتمادى عبارته على بساط ابيض من حنين الأمهات، كمن لا يغيب عن تركيب عبارته مزيج من الأخضر والأصفر  والزهري يحملنا على قارب ، وجذورها ضاربة في الذكرى العبقة  بآلاف الأوراق وبراءة الغرام وعذوبة اللقاء بعد صمت وغياب، فتكتسي عباراته بعداً ميتافيزيقيّاً، كمن في قوله :

أنت كتاب الصنوبر

بآلاف الأوراق

بمفردة واحدة

حبٌّ  حبٌّ حبٌّ

بلا نهاية .ص-22

خلاصة المعنى :  الفن العظيم هو  نتيجة أو ثمرة لرحلة إلى الأقاصي  في عالم يصنعه ويعيده في إبداعاته نتاجاً أو فعلاً .

وهذا نفسه  ما يؤديه الشاعر “موسى بيدج ”  الذي يدفع باستمرار إلى الأقاصي ،لذلك لا يمكن الوصول إليه إنه مشروع مفتوح للتفكير وإعمال العقل سيظل العمل على اكتشافه غاية الإنسان الصالح في المستقبل ،والطريق إليه ليس واحدا فهو طريق شعري لا نهاية له لان فعالية التفكير ترتبط   بسر من أسرار  الحياة البشرية والشاعر “موسى بيدج” لا يكتفي بالأجوبة  التي يتلقاها   ،قد أدرك أن  الرجل /الكلمة تفقد صلاحيتها عندما تدخل في عداء للعقل والقلب .

وندرك معه ،للرمز وظيفة أخرى خارج عملية الإبداع ،إنه يعطي للمتلقي لوحات عارية تتراوح بين التصريح والتلميح  باختراق السائد والخروج من حالات الدوران في فلكه ، وكلاهما يساعدان على إنجاز تطهير نفسي يتمثل بتفريغ الانفعالات المكبوتة ..حيث أن للاشعور في النفس اللغة المتميزة ،وهي في الأعماق لا تنطق إلا بالرموز المغلقة .

ومن هنا يمكننا أن نقف  على  قول :إنَّ النص /الكاتب والقارئ مرتبطان معا، يندمج أحدهما في الآخر، و عملية التلقي للعنوان  والتي أضحت الذات  بها محوراً لكل العناوين/النصوص ،لأنها الأساس في تكوين المعنى ،وفي فهم المعنى ،انطلاقاً  من اعتبار الإنسان مقياس الأشياء جميعاً .

فالنص  عند “بيدج”كما البيت من الشعر لا يتكون من ألفاظ ذات معنى ، بل من ألفاظ ذات نوايا ودلالات لا تنتهي ..تمارس لعبة التوازي  الخفي بين شدة الوهم، وشدة الإنجاز الحسي والتخصيب الذي يجري بينهما لإثراء الحياة.

والسطور الصامتة في هذه النصوص تتكلم بصوت يشبه الهذيان وتقول كلاماً يتطلب الإنصات وإرهاف السّمع لمّا يظل الكلام محتبساً في عنق اللسان.

ففي المقطع الذي يصدره الشاعر بقوله :”فالذي  لا يأتي قد أتى ورأى وبكى وعاد

أغلق الشباك حناناً

فقصيدتي لا تحب

أن يرى الغرباء دموعها “ص6

فالشعر والأدب يؤجج الرغبة والتعطش إلى اللامتناهي وإلى الشمول الذي ندفع به إلى حدودنا وما بعد حدودنا، في حركة عارمة.

وما ينتجه المبدع –بحسب مالارميه – إنما هو مشروع معنى ،وانفتاح النص على احتمالاته الدلالية ثراء له وتخلّق بدلا من غلقه على دلالة واحدة تؤدي به إلى الانقراض.

 

وإن الشاعرَ صوفيٌّ في عشقِه كالنبي في رسالته، رجلٌ لا يصلح  إلا للحب.. وهكذا يغدو البحث عن رجل لا يصلح للحب  أمراً شائكاً كلما اتسعت مساحة الحب في النص أشرقت شمس المعنى  للشاعر “موسى بيدج (رجل لا يصلح  للحب)..

إذ يحار القارئ في شرح أو تأويل هذا العنوان ،ويتساءل من هذا الرجل الذي لا يصلح للحب ؟ يأتي الجواب من هيغل الذي يقول :”هما الشعر والفكر إنهما جاران يسكنان فوق جبلين قريبين ، ولكن تفصلهما هوة بلا قرار.

كلاهما يتلقى النور من أعلى ويبحث في حقيقة الوجود هدفهما واحد وإن كان كل منهما يسير على طريق غير الطريق .” *

هل الشاعر والأديب والباحث في زمن العنكبوت (رجلٌ لا يصلح للحب) ..؟

من يمدّ  صورة هذا الزمان بالحب ،و من يمثل هذه الشبكة اللسانية المنطوقة بأصابع العنكبوت كي تجسدها الشفاه العاطلة عن الكلام بالحركة الدلاليّة غير المألوفة في القلب ،ويقدم  الشاعر “موسى بيدج” أوراق اعتماده  مقيما في حضرة الشعر إلى اللانهاية..؟

ــــــــــــ

*عبد الغفار مكاوي :لمَ الشعراء في الزمن الضنين ؟/بين العقل والقلب والشعر والفلسفة / الفكر المعاصر –ع79-القاهرة1971

اترك تعليقاً