مصطفي معاذ يكتب : الدرر البهية فيما لا يسع العالم جهله عن عمارة الواحات الشعبية وعلاقتها بالهوية الأصلية لواحات الوادي الجديد عاصمة الثقافة المصرية
استكمالا لما كتبناه معنونا بالكواشف الجلية عن هوية الواحات المصرية رؤي متواضعة نقية في اصول المسألة الوحاتية جاء دور الحديث عن شذرات منسية عن عمارة هذه البلاد الشعبية وعلاقتها بتجلية الهوية الأصلية لهذه البلاد العريقة الجميلة الأبية ويبدأ الأمر بالإنسان المصري الأول الذي سكن جبل الطير شمال واحة الخارجة ومنطقة هضبة الجلف الكبير بواحة الداخلة وكهف الجارة في واحة الفرافرة الساحرة العبقرية حيث حفرت الرياح باسنان الرمال على مر العصور أشكالا بسيطة فطرية سكن فيها المصري الأول في أعالي هذه الجبال وداخل هذه الكهوف كأول محاولة منه للاحتماء من ظروف الطقس في فصول السنة وبعد أن ظهرت الحضارة الفرعونية والبطلمية والرومانية والقبطية ظهرت اشكال العمارة المصرية التي تتعلق بهذه الحقب التاريخية كمعبد هيبس الشهير في الفرعونية والناضورة في الرومانية وجبانة البجوات الشهيرة بقبابها المعروفة في الفترة القبطية بكل ما يتعلق بأمر هذه الحقب التاريخية من جمال وتفرد في فنون العمارة المختلفة بما فيها من قلاع وحصون بحكم ما كان من موقع الواحات من موقع تمر به القوافل التجارية لما كان من طرق قديمة هامة كدرب الأربعين الذي كان ينقل كل خيرات افريقيا من محطة دارفور إلي مصر من خلال هذا الطريق وفي الفترة الأخيرة من تاريخ العمارة الشعبية في الواحات المصرية والتي عرجنا على بداياتها الأولى تجمع الأهالي في بيوت متلاحمة ودروب مسقوفة وحميمية في احتماء الأهالي بالعمارة في مواجهة الغزوات المتكررة التي كان النهابة يقومون بها من غارات البدو التي تنقض كالسيول المباغتة أو تحط كأرجال الجراد المنتشر على حد قول الدكتور جمال حمدان وعادة ما تسسلل من الصحراء الليبية غربا وربما من القبائل الزنجية السافانية جنوبا . مما جعل الأهالي يتحدون على قلب رجل واحد في محاولة منهم للدفاع عن الواحات وقد بدأ الأمر بعمل سور من الخشب حول الواحة له بوابات أربع ثم استدفأ الإنسان المصري بأخيه الإنسان من خلال العمارة الشعبية كأن يكون الدروب ضيقة وواطئة لا تستطيع الفرق دخولها مجتمعة كما أن الجمال التي كانت هي وسيلة السفر في هذه الأزمنة القديمة لا يمكن لها من دخول هذه الدروب . الخارجة القديمة وقرية القصر الإسلامية نموذجا.ان جمال العمارة الشعبية في أنها كانت بديلا طبيعيا لاستخدام الأسلحة التي خلت منها الواحة ومن ثم فإن العادات التي تعلقت بوجود الأسلحة كالثأر نموذجا لم يكن موجودا بالواحات المصرية ومن ثم انعدمت معدلات الجريمة لتصل إلى الصفر في معظم الأحيان لانعدام وجود سلاح وكذا أن العمارة الشعبية والتي كانت هي سلاح الأهالي لضيق دروبها وانخفاض اسقفها وكذا انها بنيت على ما يشبه فكرة المتاهة وكذا البوابات الخشبية العتيقة التي كانت موجودة على بداية سكن البدنات فضلا عن جمال نادر تراه في قرية القصر الإسلامية نموذجا