مصطفي معاذ يكتب/ أسوان في العام 1995مؤتمر أنس الوجود

أسوان في العام 1995مؤتمر أنس الوجود
لقد كانت في كل لحظة عزيمة قوية وإصرار نادر على أن تكون القصائد التي يكتبها الشاعر أرغفة ساخنة للفقراء أو لحاف من الصوف يحمي من البرد البسطاء أو روح طاهرة وثابة تحفر في الصخر حتى يصل ضياء العلم والمعرفة إلي أقصى مكان في روح الإنسان المنتمي المعطاء
الحبيب الأصيل المبدع المحترم الصديق فتحي أبو المجد أرسل هذه الصورة التي ظلت أتأمل في كل شيء أراه فيها من جمال نادر لأرواح رحلت عن الدنيا مثل الشاعر الكبير محمود مغربي الذي يقف كغمازة حسن تزيين وجه العالم إلي جوار شخصي المتواضع في العام 1995في مؤتمر أنس الوجود الأدبي الأول بأسوان العريقة بينما اضع يدي على كتف الحبيب فتحي أبو المجد وفي أقصى يسار الصورة يظهر النبيل المتألق دائما الخلوق المبدع المحترم الشاعر أحمد المريخي نائب رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتلفزيون وكان في استقبال أدباء مصر في هذا المؤتمر الذي حصل في مسابقة في الشعر على المركز الأول بقصيدة الإحساس الدائم بالقيء ولا تستطيع الكلمات وصف جمال أرواح أهلنا في أسوان.يظهر في منتصف الصورة القاصة الأدبية عبير فوزي ورحم الله تعالى الشاعر صلاح الفيراوي وأذكر أنه كان معنا الفنان الكبير مصطفى رزق كما ينبغي على أن أقول لكم أن الدينامو الحقيقي للمؤتمر كان هو الراحل الكبير الشاعر المتألق دائما فنجري التايه وهو الذي قام بتقديم الأمسية الشعرية التي شارك فيها شخصي المتواضع بقرية اسوانية عريقة إسمها دراو في أبسط وصف ممكن لوعي وثقافة أهلها الكرام الاصلاء أنهم كانوا يتمسكون بزيهم وجلبابهم الأبيض الذي يشبه قلوبهم وبعد أن أكمل الشعراء قام معظمهم بالقاء القصائد التي تشرف بها مصر العربية كلها وليس أسوان وحدها في كل لحظة من لحظات المؤتمر كان أحمد أبو خنيجر الأديب الأريب الكبير حاضراً بكتابه الأول حديث خاص عن الجدة ولا اريد أن يعرف قدر دهشتي بهذه الصورة التي جعلتني أشعر بالحيرة حتى أنني سألت أقرب الناس إلي قلبي.هل هذا النحيل الصغير الذي كنته في هذه الأيام هو أنا فتقول نعم أيها الشاعر الذي لا يمكن لأحد أن يصف عدم اكتراثه بالزمن ولا الأوراق التي يسميها الأوراق الملونة أو المال الذي يتقدم في زماننا هذا على كل شيء إلا الشعر يا مولاي علي حد قول القائل.ان في سرعة مرور الوقت في البحث عن كل شيء جميل وأصيل وحقيقي ونافع لأهل بلادنا حكمة بالغة تقول للشاعر أن هذه الخطوة الأولى نحو الأفضل والأجمل والاكثر نقاء وشفافية وأن المحبة تبقي وأن المحبة روح الحياة وأن الله تعالى في كل لحظة يذكر الإنسان العائش في هذه الحياة تائها في اوهامها أن الحقيقة مثل إرادة الخير والعطاء والابداع عند الإنسان باقية بقاء الجمال الإلهي والحق والخير والبركات والقامات الإنسانية التي تركت كل ماهو جميل وصادق في قلوبنا بذوقها الرفيع باقية رغم رحيلها ولا تستطيع أيها الفارس النبيل الذي ترجمت محبته الخالصة إلي قصائد لأهل بلاده إلا أن تستمر في طريقك نحو الأفضل والأجمل والأصدق فلا علاقة للشاعر مع العمر الذي ولي أو الذي سوف يجيئ وانما علاقته الأساسية هو نجاح رسالته التي تتوسل بالكلمات في إسعاد البلاد والكائنات.شكرا لك يا صديقي الغالي الحبيب المبدع المحترم فتحي أبو المجد لأنك ذكرتني بأيام قاربت على عقود ثلاث آخر ما توصلت إليه في نظري الطويل في هذه الوجوه وفي كل ما يتعلق بها من حيوية خلاقة وابداعية سرمدية لحضور الوعي الفائق بالذكري من قلب أبيض يعطي كل شيء ولا يبقي أي شيء فتقول له الصورة التي يرسمها الشاعر لحلمه واعية ومنتمية أيها الشاعر أنتبه
لقد طوفت في الآفاق حتى.قنعت من الغنيمة بالإياب
على حد قول امرؤ القيس ولا عليك من ذلك الصوت الضاحك الباكي الذي بداخلك يصيح بقوة. لقد هرمنا
بل عليك أن تحافظ على نضارة وحيوية ونشاط روحك المبدعة وهي تتمثل ما قاله الشاعر الألماني الشهير ووالت ويتمان في مقدمة ديوانه أوراق العشب والذي يتجلي في جمال مطلق لعطاء الشاعر لأهل بلاده في قوله
ولا تسأل نفسك هل انتصرت ام انهزمت بل حارب
مصطفى معاذ
الوادي الجديد

اترك تعليقاً