جمال التلاوي

جَمَالُ اَلتَّلَاوِي نَهْرُ اَلْعَطَاءِ اَلَّذِي لَا يَجِفُّ طَوَالَ اَلسِّنِينَ نَشَأَ فِي دَارِ اَلْعِلْمِ وَالْأَدَبِ

جَمَالُ اَلتَّلَاوِي نَهْرُ اَلْعَطَاءِ اَلَّذِي لَا يَجِفُّ طَوَالَ اَلسِّنِينَ نَشَأَ فِي دَارِ اَلْعِلْمِ وَالْأَدَبِ . . . فَوَالِدَةُ اَلشَّيْخِ نُجِيبْ اَلتَّلَاوِي أَزْهَرِي وَخَطِيبُ وَمُعَلِّمُ تَجَرُّعِ اَلْعَلَمِ فِي جَامِعَةِ اَلْأُسْرَةِ اَلَّتِي تَحْمِلُ جَمِيعُهَا حَرْف ( اَلدَّال ) فَهُوَ اِبْنُ أَصْلِ مَجِيدْ وَعَرِيقٍ مِنْهَاجُهُ اَلْقِيَمَ وَالْأَدَبَ وَالْأَخْلَاقَ وَالِاحْتِرَامَ مُنْذُ بِدَايَةِ جَمَالِ اَلتَّلَاوِي وَهُوَ طَالِبٌ بِجَامِعَةِ اَلْمِنْيَا يَكْتُبُ اَلْقِصَّةَ اَلْقَصِيرَةَ وَيَنْشُرُهَا فِي اَلصُّحُفِ وَيَتَرَدَّدُ عَلَى قَصْرِ اَلثَّقَافَةِ وَيَلْتَفُّ حَوْلَهُ مَجْمُوعَةٌ مِنْ اَلْمُبْدِعِينَ اَلشَّبَابِ . . .

وَبَدَا اَلِانْفِتَاحُ عَلَى اَلْأَقَالِيمِ وَالْقَاهِرَةِ وَأَصْبَحَ لَهُ صَدَاقَاتُ وَعَلَاقَاتُ حَمِيمَةٌ تَجْمَعُهُ بِكِبَارِ كِتَابِ مِصْرَ وَنَشْرِ أَوَّلِ مَجْمُوعَةِ لَهُ ( اَلْبَحْثُ عَنْ شَيْءِ مَا ) ثَمَّ ( وَالْفَجْرِ ) عَنْ سِلْسِلَةِ إِشْرَاقَاتٍ أَدَبِيَّةٍ .

وَتَوَالَتْ اَلْإِصْدَارَاتُ وَالْإِبْدَاعَاتُ تِلْوَ اَلْإِبْدَاعَاتِ وَظَهَرَ جَلِيًّا مُنْذُ اَلْبِدَايَةِ اِهْتِمَامَهُ بِتَقْدِيمِ خِدْمَاتٍ أَدَبِيَّةٍ لِلْأَصْدِقَاءِ وَأَنَا وَاحِدٌ مِنْ هَؤُلَاءِ اَلَّذِينَ قَدَّمَهُمْ جَمَالُ اَلتَّلَاوِي لِلسَّاحَةِ اَلْأَدَبِيَّةِ وَكَتَبَ عَنِّي وَعَنْ جِيلِي وَأَجْيَالٍ مُتَلَاحِقَةٍ.

وَبَدَأَ يُقِيمُ اَلْأُمْسِيَّاتِ وَالْمُؤْتَمَرَاتِ وَالنَّدَوَاتِ اَلْمُتَخَصِّصَةَ فَهُوَ نَاقِدٌ مُتَمَكِّنٌ وَمُتَرْجِمٌ أَصِيلٌ وَكَاتِبٌ رِوَائِيٌّ وَقَاصْ شَغْلِهِ اَلْأَدَبِ عَنْ عَمَلِهِ بِالْجَامِعَةِ وَانْحَازَ لِلْأَدَبِ عَلَى حِسَابِ عَمَلِهِ اَلْأَكَادِيمِيِّ فَتَوَلَّى مَنَاصِبَ رَفِيعَةً بِدَايَةَ بِعُضْو أَمَانَةِ مُؤْتَمَرِ أُدَبَاءَ مِصْرَ وَمُرُورٍ بِالْأَمِينِ اَلْمُسَاعِدِ لِلْمُؤْتَمَرِ ثُمَّ أَمِينًا عَامًّا لِلْمُؤْتَمَرِ ثُمَّ رَئِيسًا لِلدَّوْرَةِ اَلذَّهَبِيَّةِ لِمُؤْتَمَرِ أُدَبَاءَ مِصْرَ.

وَكَانَ طِيلَةَ هَذِهِ اَلْفَتْرَةِ مُشَارِكًا غَيْرَ عَادِيِّ فَالَتَلَاوِىْ لَا يُحِبُّ أَنْ يَجْلِسَ دُونَ حَرَاكٌ فِي كُلِّ أَوْقَاتِهِ فَعَدَّلَ لَائِحَةَ أَنْدِيَةِ اَلْأَدَبِ وَتُرْجِمَ أَعْمَال أُدَبَاءَ مِصْرَ وَأَصْدَرَهَا فِي كُتُبٍ وَقَدَّمَ لِأُدَبَاءِ اَلْأَقَالِيمِ مَالاً يُقَدِّمُهُ غَيْرُهُ مِنْ أَبْنَاءِ جِيلِهِ.

وَعِنْدَمَا تَوَلَّى مَنْصِبُ نَائِبٌ لِاتِّحَادِ كِتَابِ مِصْرَ قَامَ بِتَرْمِيمِ اَلْمَقَرِّ اَلَّذِي كَانَ لَا يَلِيقُ بِقِيمَةِ أُدَبَاءَ مِصْرَ وَرَفْعٍ مِنْ قِيمَةِ اَلْعِلَاجِ لِلضَّعْفِ وَالرِّعَايَةِ اَلصِّحِّيَّةِ لِلْأُدَبَاءِ رَفَعَهَا أَضْعَاف وَمَعَهُ زُمَلَاءُ يُؤْمِنُونَ بِالْعَمَلِ اَلنِّقَابِيِّ يَخْلُصُونَ وَيُحِبُّونَ اَلْمُخْلِصِينَ حَتَّى عُمَّالِ اَلِاتِّحَادِ نَهَضَ بِهُمْ وَبِحَالَتِهِمْ اَلصِّحِّيَّة وَالْمَعْنَوِيَّةِ .

وَتَقَلَّدَ مَنْصِبُ رَئِيسٍ لِلْهَيْئَةِ اَلْمِصْرِيَّةِ لِلْكِتَابِ اَلَّذِي تَمَّ اِخْتِيَارُهُ بِنَاءً عَلَى مِشْوَارِهِ اَلْأَدَبِيِّ اَلْحَافِلِ وَاَلَّذِي لَا نَسْتَطِيعُ حَصْرُهُ ثم عَادَ لِلْجَامِعَةِ مَرَّةً أُخْرَى لِيُدَاوِم اَلْعَطَاءَ وَكَانَ قَدْ وَضَعَ خُطَّةً مُسْتَقْبَلِيَّةً حَدِيثَةً لِلنُّهُوضِ بِهَيْئَةِ اَلْكِتَابِ وَتَوْفِيرِ اَلْأَمْوَالِ اَللَّازِمَةِ بِفِكْرٍ مُتَطَوِّرٍ وَحَمَّلَهُ عُمَّالُ اَلْهَيْئَةِ اَلْعَامَّةِ لِلْكِتَابِ عَلَى اَلْأَعْنَاقِ.

.وَبِجَانِبَ عَمَلِهِ فِي جَامِعَةِ اَلْمِنْيَا فَهُوَ رَئِيسُ مَجْلِسِ إِدَارَةِ اَلْمَعْهَدِ اَلْعَالِي لِلُّغَاتِ بِاَلْمِنْيَا ، ذَلِكَ اَلصَّرْحِ اَلْعِلْمِيِّ اَلْكَبِيرِ فِي اَلشَّرْقِ اَلْأَوْسَطِ ، حُلْمُ كُلِّ طَالِبٍ يُرِيدُ أَنْ يَتَعَلَّمَ اَللُّغَاتِ اَلْإِنْجِلِيزِيَّةَ وَالْفَرَنْسِيَّةَ وَالْأَلْمَانِيَّةَ بِطَلَاقَةٍ ، وَدَوْمًا وَأَبَدًا نَلْتَقِي دَوْمًا عَلَى مَحَبَّةِ هَذَا اَلْعَالَمِ اَلْجَلِيلِ وَالْأَكَادِيمِيِّ اَلْكَبِيرِ وَالنِّقَابِيِّ اَلْمُخَضْرَمِ وَالْأَدِيبِ وَالنَّاقِدِ اَلْحَبِيبِ جَمَالُ اَلتَّلَاوِي فَلَهُ مِنَّا كُلَّ اَلْحُبِّ وَالدَّعَوَاتِ .

اترك تعليقاً