الشاروني سبعون عاما من الابداع

تفاصيل ندوة الشاروني… سبعون عاما من الإبداع بالصور من النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر

تحت رعاية الدكتور علاء عبد الهادي رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر والأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، عقدت شعبة أدب الطفل برئاسة الكاتب عبده الزراع ندوتها الشهرية بعنوان:

“الشاروني… سبعون عاما من الإبداع” بالتعاون مع كرسي الألكسو في خدمة الطفولة، شارك في الندوة كوكبة من الأدباء وأصدقاء الشاروني وتلاميذه بحضور ابنته د. هالة الشاروني، أدار اللقاء الكاتب عبده الزراع الذي أكد في حديثه ريادة الشاروني في مجال أدب الطفل، وتأثيره الواضح في كل من تعامل معه من أجيال الكتاب الأصغر سنا، كما تحدث عن مشروعه الإبداعي المهم الذي أينعت ثماره في تشكيل الوعي الأسري على مستوى الوطن العربي كله، وأشار لمساندته الكبيرة للأجيال الجديدة من الكتاب والباحثين في مجال الكتابة لأدب الطفل، كما تحدث عن التزامه اللافت في العمل والمواعيد أثناء نشره في مجلة قطر الندى، وتحريره لباب سياسة في سياسة؛ وكان عبارة عن شرح مصطلحات سياسية بشكل بسيط.


وتحدثت د. هالة الشاروني عن يعقوب الشاروني الأب والمعلم والصديق الذي منحها من خبرته المكثفة الكثير سواء على المستوى الأسري أو المهني، وتحدثت عن أهم صفاته الإنسانية وكان أبرزها فيض حنانه وقدرته الفائقة على احتواء الجميع، وعدم ميله للصدام مع أحد وختمت كلمتها بامتنان شديد لكل الذين عبروا عن حبهم الجارف له بعد رحيله مؤكدة أنه رحل بالجسد فقط لكنه يحيا داخلها وسيظل.

وتحدثت د. غالية الزامل الباحثة في أدب الطفل عن تجربتها في الكتابة عنه وعن علاقتها به واصفة إياه بالتواضع الشديد والعطاء العلمي الكبير، وأشارت إلى حبه الشديد للأطفال وحرصه الشديد على بث معاني القيم والخير والجمال في إبداعه الأدبي مدللة على ما ذكرته بأسماء عدد من قصصه الشهيرة.


وتحدث الناقد د. شريف الجيار عن الشاروني ذاكرا أنه إحدى الأيقونات السردية في تاريخ المكتبة العربية، وأنه كتاب للأسرة ككل وليس للطفل فقط؛ لحرصه الشديد على تثقيف الأب والأم ثم يأتي الطفل، كما تحدث عن تميزه بالذكاء الشديد؛ وهذا ما جعله يعي تماما قيمة الدور التنويري لكاتب الأطفال، ثم قص على الحضور بعض المواقف الشخصية التي جمعت بينهما، وكلها تعكس ملامح شخصية الشاروني الإيجابية المساندة للجميع، واستفاض في ذكر أهم سمات الكتابة الإبداعية عنده، ومنها: “حضور التاريخ المصري القديم بقوة في سرده وورود الحل في يد الطفل وخروج بنية القصة من عباءة الدراما المسرحية واعتماده على الحوار بشكل كبير”، ووصفه بأنه كاتب صاحب ذكاء استثنائي مكنه من دراسة الأجيال المختلفة في مصر والعالم العربي، كما استطاع الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في تطوير القصة، وذكر أن الشاروني كان يرى في نفسه كاتبا عالميا، وطالب د. الجيار المؤسسة الثقافية المصرية بعقد مؤتمر عنه، وتخصيص قاعة باسمه، كما طلب من د. هالة الشاروني الحفاظ على مقتنياته ووضعها في مكان مميز، وزف خبرا سارا وهو قيام كلية الألسن ببني سويف بترجمة عدد من أعماله إلى عدة لغات عالمية.


وتحدثت د. شهيرة خليل رئيس تحرير مجلة سمير وهي من المقربات للكاتب الراحل عن طبيعة العلاقة الإنسانية والمهنية التي جمعت بينهما وبدأت بزمالتها له في مهرجان سينما الطفل، وقد تم اختيارها لإجادتها الفرنسية والإنجليزية؛ فكانت فرصة كبيرة لها أثناء الترجمة أن تستفسر منه عن بعض القصص، وحظيت بفرصة عظيمة للتقرب منه وأن تحظى باهتمامه ونصحه الدائم، ودعمها في عملها الصحفي من أجل تطوير مجلة سمير، وسردت على الحضور عددا من المواقف الشارحة لأستاذيته الكبيرة، وطالبت بأهمية توثيق أعماله ونقدها نقدا موضوعيا نظرا لثرائها الكبير.


وحكى الفنان ورسام كتب الأطفال الشهير أحمد عبد النعيم رحلة اقترابه من الشاروني منذ كان في سن ٢٥ عاما حيث وجد منه الدعم الكبير والمساندة، وتحولت العلاقة بينهما إلى صداقة متينة حتى أصبح عبد النعيم من أقرب الأصدقاء لديه، وعدد بعض المواقف الإنسانية التي كشفت للحضور عن تعامل الشاروني مع الأطفال بشكل تربوي مشجع لهم، كما حكي موقف برهن به قدرة الشاروني على تشجيع الشباب في عالم رسومات الأطفال.


وتحدث كاتب الأطفال منتصر ثابتا عن تعاملات الشاروني العاكسة لأبوته الكبيرة وإعلائه من شأن تلامذته وأصدقائه، ووصفه بأنه الأب الروحي لكل كتاب أدب الطفل في مصر، وأرجع اختياره للكتابة للطفل لروح الأبوة التي تسكنه، وأن سبب تفرده هو احترامه لذكاء الطفل، وحرصه على وجود عدة موانع أثناء الكتابة منها عدم ذكر صورة الدماء والجن والعفاريت إلخ، وحرصه على الكتابة لكافة شرائح الطفل الاجتماعية ومنها طفل العشوائيات وذو الإعاقة، كما ذكر خصائص الحياة البدوية في قصصه وخصائص عالم البحار، وكان يرى في التكنولوجيا والعالم الرقمي الخطوة الإنسانية القادمة، وكان حريصا على النظرة الإيجابية لعالم التكنولوجيا…


وتحدث الكاتب الكبير أحمد زحاما عن نظرة يعقوب الشاروني للماديات وأنه لم يكن يهتم بهذه الجزئية، حيث كان كل شغفه يتجه نحو الطفل، وركز على نقطة اهتمامه بالحوار مع وإلى الطفل، وتعدي قصصه تعليمية بالنسبة لكتاب الأطفال لبساطتها اللغوية واحتوائها على تراكيب ذات إيقاع واحد.


وفتح باب المداخلات للحضور، وعبرت د. هويدا زكريا عما شكله بداخلها من وعي قصصي وتكوين نظرة إيجابية نظرا لما يتمتع به من شمولية الإبداع وإنسانية كبيرة وأكدت أنه يرتفع بمستوى من يقرأ له، كما تحدث كل من د. حمدي العادلي ود. سامية توفيقا والسيناريست وليد كمال والفنان محمد عبيد وضيوف الندوة من السودان الشقيق أ. مناجاة الطيب عوض الله، ود. عايدة المهدي رئيس تحرير مجلة شليل السودانية عن قيمة ومكانة الشاروني الأدبية وتأثير كتاباته على أجيال من الأطفال المصرية والعربية…

 

اترك تعليقاً